الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يستعرض خطة 2030 ويؤكد على توسيع الشراكات العربية في التحول الرقمي

...
التاريخ: 20 - 05 - 2025

دبي

عُقد يوم الثلاثاء الموافق 20 مايو 2025، على هامش فعاليات “سيملس الشرق الأوسط 2025″، الاجتماع السنوي للجمعية العمومية ومجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، وذلك في مركز دبي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة أعضاء الجمعية وممثلي الجهات الرسمية والمراقبين الدوليين ومجموعة من الخبراء في مجالات الاقتصاد الرقمي.

وافتتح الجلسة معالي المهندس عاطف حلمي، رئيس الجمعية العمومية، الذي رحّب بالحضور وأكد في كلمته على أهمية الدور المتصاعد للاتحاد في دعم خطط التحول الرقمي العربي، منوهاً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب من الدول العربية مضاعفة الجهود لاستثمار الإمكانات الرقمية في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما ألقى معالي السفير محمدي أحمد الني، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، كلمة وضح فيها على دعم الأمانة العامة الكامل لمبادرات الاتحاد، معتبرًا أن الاقتصاد الرقمي بات من الأدوات المحورية لتحقيق التكامل العربي وكذلك رؤية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في بناء منظومة اقتصادية موحدة معتمدة على الابتكار والتقنية.

من جهته، استعرض سعادة الدكتور علي محمد الخوري، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، الخطة الاستراتيجية الجديدة للاتحاد حتى عام 2030، وما تشملها من برامج ومشاريع نوعية هادفة إلى تمكين الدول العربية من تبني سياسات رقمية متقدمة، وتعزيز البنية التحتية الرقمية، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام قائم على المعرفة والابتكار.

كما ناقش الاجتماع مستجدات فروع الاتحاد في الدول العربية، وحالة التأسيس في عدد من الدول غير الممثلة حاليًا، بالإضافة إلى استعراض أبرز مشاريع الاتحاد القائمة والمستقبلية، ومنها التعاون الاستراتيجي مع جمهورية الصين الشعبية، وبعض المبادرات التنموية المقترحة التي تستهدف تطوير المنظومات الرقمية والقدرات المهارية العربية على المستويين المحلي والإقليمي.

وناقش الاجتماع أيضًا تقرير الميزانية والنفقات التشغيلية، وتقرير اللجان المتخصصة حول سير عملها.

 

مداخلات الأعضاء

وفي مداخلة لمعالي هاني محمود، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، عضو مجلس إدارة الاتحاد، أكد على ضرورة مواصلة العمل المؤسسي وتعزيز الشراكات مع القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي والذي يتطلب بنية تحتية قوية، وأطر تنظيمية تعزز الثقة وتضمن الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التكنولوجيا.

من جانبها، أكدت معالي السيدة رقية الدرهم، وزيرة الاقتصاد الرقمي السابقة في المملكة المغربية، وعضو مجلس الإدارة، على أهمية البعد الإقليمي والتكاملي في تنفيذ مبادرات الاقتصاد الرقمي، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجهها الدول العربية تتطلب حلولًا جماعية مبنية على الابتكار والتعاون.

وقالت معاليها: “علينا أن نؤمن بأن التكامل الرقمي العربي يمكن أن يشكّل قوة اقتصادية تضاهي التكتلات العالمية، إذا ما أُحسن استثماره من خلال التشريعات الموحدة والمشاريع العابرة للحدود”.

وأكد سعادة الدكتور محمد القرش، مساعد وزير الزراعة بجمهورية مصر العربية وعضو مجلس إدارة الاتحاد، على أن التحول الرقمي وإن كان خياراً تقنياً، إلا أنه غدى ضرورة استراتيجية لتحقيق الأمن الاقتصادي والغذائي والاجتماعي في المنطقة العربية مشيداً بدور الاتحاد في إطلاق منصة محاصيل الزراعية وسوق الغذاء العربي في هذا الإطار.

أما معالي المستشار خيري كباش، رئيس محكمة الاستئناف السابق بمصر، رئيس لجنة السياسات والتشريعات بالاتحاد، فقد أشار إلى الجهود الجارية للجنة في إعداد حزمة من مشاريع القوانين العربية المشتركة في مجالات الاقتصاد الرقمي، وتقديم توصيات سياساتية تسهم في توحيد الرؤى القانونية الداعمة للتحول الرقمي.

كما عبّرت الدكتورة نجوى سمك، عضو المجلس الاستشاري للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، عن تقديرها للتقدم الذي أحرزه الاتحاد في بلورة رؤية استراتيجية طموحة للاقتصاد الرقمي العربي، مؤكدة على ضرورة أن تراعي هذه الرؤية خصوصية المجتمعات العربية وتحدياتها التنموية والاجتماعية.

وقالت في كلمتها:

“إن تحقيق التحول الرقمي لا يرتبط فقط بالبنية التقنية، بل يرتبط أيضًا بتهيئة البيئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتبنّي هذا التحول، وضمان شمول الجميع – أفرادًا ومؤسسات – في هذه الرحلة. التركيز على العدالة الرقمية والتمكين المعرفي عنصران أساسيان لا يمكن تجاهلهما.”

مشاركة فاعلة عبر الإنترنت

وشهد الاجتماع مشاركة عدد من أعضاء الجمعية العمومية عبر تقنية الاتصال المرئي، الذين تفاعلوا مع جدول الأعمال وقدموا مقترحات بنّاءة حول توسيع تفعيل الشراكات مع المؤسسات الدولية ودور الاتحاد في المرحلة المقبلة.

شكر وتقدير إلى دولة الإمارات

وجاء في البيان الختامي للاجتماع، شكر وتقدير الجمعية العمومية استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لاجتماعاتها السنوية، وما تقدمه من دعم مؤسسي لإنجاح أعمال الاتحاد، ويعزز قدرته على تحقيق رسالته في دعم التحوّل الرقمي وبناء اقتصاد عربي رقمي متكامل ومندمج.

كما رفع معالي عاطف حلمي، رئيس الجمعية العمومية الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على دعمه الكبير لمبادرة “الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي” التي يشرف عليها الاتحاد، مشيدًا بدور سموه الاستراتيجي في الارتقاء بمكانة المنطقة في المشهد الرقمي العالمي.

كما أعرب معاليه عن خالص الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الرئيس الأعلى للاتحاد، مؤكداً بأن الإنجازات الكبيرة التي حققها الاتحاد لم تكن لتتحقق لولا فضل الله سبحانه ثم الدعم اللا محدود والرؤية القيادية الاستثنائية لسموه، التي تربط بين أمن الإنسان ورفاهيته من جهة، وتطوير الاقتصاد الرقمي واعتماده كركيزة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة من جهة أخرى.

وشدّد رئيس الجمعية على أن رؤية سموه تُعد المرتكز الأساس لمواصلة الاتحاد مسيرته في تعزيز التعاون العربي المشترك، وبناء منظومة رقمية متطورة قادرة على مواجهة التحديات العالمية وتسخير التقنيات الناشئة في خدمة مستقبل الاقتصاد العربي.

واختمم الاجتماع بتوجيه معالي رئيس الجمعية العمومية بالشكر لأعضاء الجمعية وممثلي اللجان على حضورهم ومداخلاتهم البنّاءة، مؤكدًا على أهمية التوثيق المؤسسي لمخرجات هذا الاجتماع الحيوي في مسار الاقتصاد الرقمي العربي.