دبي
بأفكار جديدة وابتكارات تتجاوز الواقع، أسدل الستار اليوم على فعاليات “سيملس الشرق الأوسط 2025″، كأكبر تجمع إقليمي يجمع خبراء التجارة الإلكترونية، والخدمات المالية، واللوجستيات، والتقنيات الرقمية. وقد جاء اليوم الثالث والأخير من المؤتمر ليسلط الضوء على القضايا التي باتت تمس حياة الناس اليومية: كالمشتريات، وتوصيل المنتجات، ونظم المدفوعات في المنصات الرقمية.
وقد اختتمت فعاليات مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي “سيملس الشرق الأوسط 2025″، بمشاركة لافتة من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء الدوليين، إلى جانب وفود من جامعة الدول العربية وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية وبحضور تجاوز 30 ألف مشارك من أكثر من 132 دولة. وعلى مدى ثلاثة أيام، شكّل المؤتمر منصة إقليمية رائدة لبحث مستقبل التحول الرقمي في العالم العربي، وتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الاقتصادية، وتعزيز فرص نمو الاقتصاد الرقمي من خلال تطوير البنية التحتية، والاستثمار في الكفاءات البشرية المؤهلة.
وقد تضمن المؤتمر برنامجاً حافلاً من أكثر من 200 جلسة ومحاضرة تناولت قضايا حيوية مثل التجارة الإلكترونية، والهوية الرقمية، والمدفوعات الذكية، إلى جانب عروض حية لأحدث التقنيات الرقمية في معرض متخصص، شاركت فيه شركات إقليمية وعالمية. كما نُظمت لقاءات رفيعة المستوى بين ممثلي القطاعين العام والخاص أسفرت عن توصيات سيتم رفعها إلى الأمانة العامة للجامعة العربية حول التشريعات الرقمية وتشجيع الاستثمار في الابتكار، لتهيئة بيئات وطنية داعمة للاقتصاد الرقمي والتنمية الرقمية المستدامة والمتكاملة.
جلسات التجارة الإلكترونية
في جلسة حملت عنوان “العمليات العابرة للحدود”، ناقش خبراء من شركات إقليمية ودولية سبل تسريع حركة التجارة بين دول الشرق الأوسط من خلال توظيف التكنولوجيا والتحالفات الاستراتيجية. وقد بينت أوراق العمل بأن شاشات الهواتف الذكية باتت بوابات جديدة للتسوق، وتجاوزت عمليات البيع والشراء الحدود الجغرافية، وحولت الأسواق من محلية إلى إقليمية وعالمية. وأكد المشاركون بأن هذا التحول يتطلب بنية تحتية لوجستية أكثر مرونة، وقادرة على مواكبة الإيقاع الرقمي السريع، وتلبية تطلعات المستهلكين الذي أصبحوا متصلين دائماً بالشبكات الرقمية.
ومن جانب آخر، ناقشت جلسة “التجارة الإلكترونية المستدامة” كيف يمكن للعلامات التجارية تنمية المبيعات والربحية دون الإضرار بالبيئة. وطرح الحضور نماذج عملية لتقليل الفاقد، واعتماد المواد الصديقة للبيئة، في مساعٍ لجعل التسوق الإلكتروني مسؤولاً وأخلاقياً.
ومن بين أكثر الجلسات تفاعلاً كانت جلسة “التجارب الغامرة في المتاجر”، حيث استعرض الخبراء كيف أصبح من الممكن تجربة المنتجات بشكل افتراضي، عبر تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، وقبل عمليات الشراء ليمنح المتسوق شعوراً بالثقة قبل اتخاذ القرارات الشرائية.
الذكاء الاصطناعي كعقل يقود حركة التجارة والمال
لم يكن الذكاء الاصطناعي غائباً في الجلسات، فقد تناولت الكثير منها كيف يمكن للبيانات الضخمة والتعلم الآلي أن تجعل سلاسل الإمداد أسرع، وأكثر كفاءة، وحتى أكثر مرونة أمام الأزمات. أحد المتحدثين شبّه هذه الأنظمة بعقل لا ينام، يتنبأ بالطلب، ويتجنب الهدر، ويوصل المنتج في وقت قياسي ومتى ما كانت الحاجة إليه.
وفي جناح التكنولوجيا المالية “فينتك”، تركزت النقاشات على مستقبل التعاملات المالية. تناولت الجلسات مواضيع مثل “النقود عبر الهاتف”، و”الهوية الرقمية”، و”الاحتيال في العصر الرقمي”، حيث قدّم المتخصصون رؤى حول كيفية تأمين البيانات، وتوسيع قاعدة الشمول المالي، خصوصاً في المناطق التي لا تصلها الخدمات المصرفية التقليدية.
وأكد الدرمكي أن الحوارات التي شهدها المؤتمر، سواء في قاعات الجلسات أو الندوات النقاشية في المعرض، نجحت في تسليط الضوء على التطبيقات العملية للتكنولوجيا وفي تسهيل الوصول إلى الخدمات الرقمية، منوهاً إلى أن الفرص الاقتصادية في المنطقة هائلة إذا ما قامت على المعرفة والابتكار. وقال: “قد تكون فعاليات المؤتمر قد انتهت، لكن أثرها سيبقى ماثلًا في السياسات، والاستثمارات، والتوجهات التنموية للدول العربية. ورغم أن الجلسات كانت تحمل لغة الابتكار، إلا أن الرسالة كانت بسيطة وهو أن العالم يتغير بسرعة، ومن لا يواكب هذا التغير، سيتأخر كثيراً عن مسار النمو العالمي.”
عن الاتحاد | |
---|---|
المبادرات | |
المعرفة | |
الخدمات | |
المركز الإعلامي | |
اتصل بنا |