دبي – الإمارات العربية المتحدة

في كلمته الرئيسية التي ألقاها فخامة أندريه راجولينا رئيس جمهورية مدغشقر في مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي «سيملس الشرق الأوسط 2022»، أشار فيها إلى أن العالم بات يشهد تغيرات كبيرة، باتت تستوجب على الدول بأن تكيف استراتيجياتها للتعامل مع تبعات الأزمة الصحية الغير مسبوقة، والتي أضعفت الاقتصادات بشدة.. وأنه وعلى الرغم مما خلفته جائحة كوفيد 19، إلا أنها دفعت العالم لتسريع خطواتها نحو التحول الرقمي، وأصبحت التكنولوجيات الرقمية ذات أهمية متزايدة في عمل الدول والشركات وحياة الأفراد.

وأضاف فخامة رئيس جمهورية مدغشقر إلى أنه وبالرغم من إغلاق الحدود والتدابير الاحترازية المشددة التي شهدها العالم لقرابة العامين، إلا أن التكنولوجيات الرقمية ساهمت في استمرارية منظومات الأعمال.. فنحن نعيش اليوم بشكل مختلف، ونتصرف بشكل مختلف، وتغيرت عاداتنا كثيراً عما كانت عليه قبل الجائحة، خاصة مع تغلغل الرقمنة في مجتماعاتنا والتي مكنتنا من تعزيز مرونتنا وتقليل الفجوات الرقمية في قطاعات مختلفة.. وهو ما أصبح يستوجب، وأكثر من أي وقت مضى، التحول إلى بيئات العمل الرقمية، والتي باتت بمثابة المسرعات والرافعات الفاعلة لتسريع نمو البلدان الناشئة.

وقال: إن التكنولوجيات الرقمية يمكن أن تساهم في تحسين قنوات الاتصال والتواصل، وإنشاء قواعد معلوماتية تساهم في زيادة الانتاجية العالمية، وأنظمة متقدمة تساعد في تقليل تكاليف المعاملات وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، لا سيما في مجالات التجارة الإلكترونية والخدمات المالية، وتمكين القطاعات العامة من تقديم الخدمات بطريقة أكثر كفاءة، والارتقاء بالخدمات الرقمية في القطاعات الأساسية للنمو الشامل مثل التعليم والصحة.. كما أن الرقمنة أصبحت الوسيلة الأكثر فعالية من حيث الكلفة والسرعة لربط جميع المواطنين بالخدمات والأسواق، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق النائية.

كما أشار رئيس جمهورية مدغشقر إلى أن التكنولوجيات الرقمية أصبحت تظهر إمكانات كبيرة وغير مسبوقة في خلق فرص العمل، خاصة للشباب.. ويجب أن تكثف الدول جهودها في الاستثمار في بناء رأس مالها البشري من خلال التدريب والارتقاء بالمهارات والمعارف.. حيث أنه يمكن للبلدان الإفريقية الاعتماد على مواهب شبابها الذي أصبحوا على دراية أكبر بالتقنيات الجديدة.. فالعالم يشهد ظهور نظام بيئي حقيقي جديد لريادة الأعمال مرتكز على الأعمال الرقمية والتجارة الإلكترونية.. ثم أن الابتكار التكنولوجي والرقمي، أصبح عاملاً رئيسياً في تكوين الثروة بمفاهيم العصر الحديث، ويمكن من خلاله تصميم حلول جديدة للتنمية المستدامة… فالابتكارات في هذه المجالات يمكن أن تحدث تأثيرات اجتماعية متعددة على طرق التفكير واختصار الوقت والجهد والتوظيف الأمثل للموارد المتاحة.

الإمارات مثال تنموي عالمي يعكس رؤية قيادتها الطموحة والملهمة

كما وصف فخامة رئيس جمهورية مدغشقر، الإمارات بأنها من الدول المتقدمة على جميع الصعد بنموذجها العصري الحديث، واصفاً تجربتها في مجالات التحول الرقمي بالريادية وإعجابه الشديد بمدنها الاستثنائية، وأن الإمارات مثال تنموي عالمي يعكس رؤية وعزم قيادتها الطموحة والملهمة التي استطاعت من تحقيق تحول كبير في غضون عقود قليلة من صحراء إلى عاصمة عالمية نموذجية.

 الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي

مدغشقر ستعمل على الاستفادة من التجربة الإماراتية والرؤية العربية للاقتصاد الرقمي في تطوير الخطط الوطنية للتحول الرقمي وبناء مدينة “تانا ماسواندرو” الذكية الجديدة لتكون مركزاً لدعم وتسريع التطور الرقمي في إفريقيا، وهو ما يجعل من تواجدي اليوم في مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي “سيملس الشرق الأوسط 2022” أمراً مهماً للغاية… ففي غضون السنوات القليلة الماضية، أصبح هذا المؤتمر الفضاء الرئيسي للمناقشات وتبادل المعارف والتعرف على أحدث الممارسات والتقنيات في عالم الثورة الرقمية والابتكارات الهادفة لتحسين حياة مجتمعاتنا.

وقال: يسعدني أن أعلن أننا قد أقمنا تعاوناً مع الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي لتطوير الخطط وآليات العمل في مجالات البنية التحتية الرقمية في مدغشقر، وكشريك يتمتع بمعرفة عالية الجودة وخبرات ملموسة يمكن أن يساعد مدغشقر نحو التحول الرقمي المنشود… المواضيع التي طرحتها اليوم كثيفة ومثيرة للاهتمام أكثر من أي وقت مضى، فالرقمنة تؤثر في كل قطاع اقتصادي عالمي وكل جانب اجتماعي في مجتمعاتنا.. وأن وظائف الرقمنة المتقاطعة تستوجب منا فهم حجم المهمة التي تنتظرنا، ولكنها تذكرنا أيضا بأهمية عقد مثل هذه الفعاليات والأحداث الدولية لتبادل الخبرات واكتساب المعارف الجديدة.

شاهد: فيديو كلمة رئيس جمهورية مدغشقر في مؤتمر سيملس 2022