د. علي الخوري : برامج ومشاريع التعليم الحديثة من شأنها أن أكثر من ٣ تريليون دولار إلى الناتج المحلي العربي

...
التاريخ: 25 - 02 - 2019

دبي – الإمارات العربية المتحدة

قال سعادة د. علي محمد الخوري مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي الاقتصاد الرقمي، خلال مشاركته في مؤتمر إبداعات عربية والذي يقام في إمارة دبي تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية في الفترة ما بين 25-27 فبراير 2019 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض بدبي، بأن العالم يشهد ابتكارات وتطورات تكنولوجية بمستويات مذهلة، خاصة في قطاع التعليم والمعرفة والنظم التعليمية والتي بات ينظر إليها اليوم كمقومات ودعائم لمجتمعات المستقبل، في ظل الاحصاءات التي تؤكد مساهمة قطاع التعليم في رفع معدلات الانتاجية ومستويات  الإبداع، وتعزيز التقدم التكنولوجي، وفي التقدم الاقتصادي وتحسين الدخل .

وأشار الخوري، بأن هناك علاقة قوية بين التعليم والتنمية، سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو المنظمة أو الدولة وأن التعليم يجب أن يكون من أهم الأولويات السياسية الوطنية .

وأضاف بأن نظريات التعليم حتى عام 1934، كانت تتمحور حول إعداد جيل الشباب ليكونوا أفراد مسؤولين في مجتمعاتهم .وأنه في عام 1948، كان ينظر إلى التعليم كأداة للتدريب على التفكير النقدي، وبناء الشخصية الفردية .وأنه وعلى مر الأعوام العشرين اللاحقة تطور التعريف ليشمل مفاهيم الأخلاق والإبداع والإنتاج وتطوير المجتمعات المتعلمة. ثم في بدايات التسعينات، كان ينظر إلى الغرض من التعليم كوسيلة لتعزيز مفاهيم البشرية والهدف من الوجود البشري .

وأردف أنه في عام 2018، ووفقاً لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أصبح العالم ينظر إلى الغرض من التعليم من حيث مساهمته في تنمية المجتمعات المستدامة وتعزيز الرفاه الفردي .وأنه يجب تصميم الأنظمة التعليمية لإعداد رأس مال بشري يمكن أن يساهم وبشكل إيجابي في مجتمعاتهم، وأن تكنولوجيا المعلومات يمكن أن تلعب اليوم دورا ً رئيسيا في تحسين بيئات التعليم .

وأكمل  بأن أكثر من ٦٠٠ مليون شاب ليسوا في مراحل التعليم أو التوظيف أو التدريب، وأن مجموع العاطلين عن العمل اليوم يقدر بحوالي ٢٠٠ مليون شخص .

وأشار سيصبح ما يقارب (مليار ونصف) شخص في وظائف غير دائمة ومستقرة في عام ٢٠١٩.

وأظهر الخوري أنة خلال العقد القادم سوف يدخل أكثر من مليار شاب سوق العمل وسوف يواجه عدد كبير منهم مستقبلاً غامضاً في أسواق العمل، وسيواجهون ظروف عمل غير نظامية وغير رسمية .

وأكد رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي أن التحدي الأكبر يتمثل في الفرص والتحديات التي تدفع بها الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات المرتبطة بها، والتي تنذر باختفاء ملايين الوظائف، فمن المرجح أن يتم استبدال أكثر من نصف وظائف اليوم بالأجهزة والآلات الذكية خلال عقد أو اثنين بحد أقصى، وأنه في الدول العربية وحدها، سوف تحتاج المنطقة لخلق ١٠٠ مليون فرصة عمل جديدة خلال 15 إلى 20 سنة القادمة .

وقال: في الوقت ذاته ستحل التكنولوجيا محل 50% من الوظائف الحالية، وسوف تحتاج النسبة المتبقية 50% إعادة تأهيل .

وأردف الخوري بأن الاقتصاد العالمي الجديد، الذي ننتقل إليه يتطلب عقلية مختلفة تماماً، وينبغي أن تكون إعادة هيكلة أنظمة التعليم في قلب أي خطة للتغيير، مشيراً إلى أن من بين أهم التحديات في أنظمة التعليم الحالية تكمن في منهجيات التدريس التقليدية .

وأشار إلى أنه لا زالت الدول النامية تستخدم نفس الأساليب التعليمية من 150 سنة الماضية، ونتيجة لذلك، ينظر إلى نظم التعليم الحالية على أنها تنتج أعداد كبيرة من المتعلمين، ولكن دون وجود توافق مع متطلبات التوظيف وسوق العمل، وأن المدارس اليوم تهتم بالإنتاج الكمي ومبتعدة عن مفهوم “جودة التعليم”.

وأضاف: إن مناهج التعليم الحالية غير قادرة على تحفيز الطلبة لتطوير المهارات العقلية، وفي الاستنتاج أو التفكير النقدي، بل أن المناهج الحالية وعلى العكس تشجع على الحفظ والتلقين، وتفتقر إلى النظرة الكونية، وبالتالي نجد الطلاب محدودي الفهم بالقضايا العالمية .

وأكد سعادة د.علي الخوري بأنه قد يتم العمل على إطلاق مبادرة عربية لتطوير الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية المستدامة بمشاركة مؤسسات دولية مثل جامعة هارفارد، وجامعة القاهرة، والأمم المتحدة، والبنك الدولي، وغيرها، ومتوقع أن تسهم المبادرة في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة العربية، وخلق فرص عمل جديدة، وتشجيع الابتكار والمنافسة والرفاه الاجتماعي، وسوف تدعم تلك المبادرة قطاعات حيوية عديدة من بينها قطاع التعليم.

وأكد أن البرامج والمشاريع المندرجة في المبادرة، سوف تضيف حوالي ٣ تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العربي على مدار ١٠ سنوات .

وأضاف أن البرامج التعليمية المقترحة في المبادرة ستكون محفزة ومواكبة مع التطور ات الكبيرة التي يشهدها ميدان التعليم الرقمي، وأن المنهج الدراسي سيعتمد على التكنولوجيا الرقمية، وكذلك الذكاء الاصطناعي، وتقنية البلوك تشين .

وأشار إلى أنه ومن بين مميزات المنصة التعليمية المقترحة مرتبطة بنظام التقويم والدرجات، والذي سيخضع لآلية مبتكرة في التقييمات الدورية وتقديم المقترحات والملاحظات لجميع المشاركين بعملية التعليم من المعلمين والطلبة.

وأردف: سوف تصل استخدامات مفهوم “الألعاب في التعلم” إلى مستويات جديدة مع تطور استخدامات الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيجعل التعلم ممتعاً و نشاطاً ترفيهياً، وأن التطبيقات الإلكترونية ستساهم في تقديم محتوي تعليمي بصيغة الألغاز والالعاب وغيرها من التقنيات لتشجيع التعلم الرسمي وغير الرسمي ورفع مستوى التنافس بين الطلاب .

وقال سعادة د. الخوري  بأن تقنيات الواقع المعزز والافتراضي سيدعم مفهوم “التعلم باللعب”  حيث يتم إشراك الطلبة في تجارب تفاعلية بالواقع المعزز باستخدام الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية..

وأكد الخوري بأن الخطة الزمنية لتنفيذ المنصة مدتها ٦ سنوات لتطوير وتنفيذ هذه المنصة التعليمية الجديدة، وسوف يتخللها تطبيقات تجريبية مختلفة .

وأكمل أن تفاصيل هذا المشروع سيتم الإعلان عنه في وقت لاحق ، مع شركائنا في الأمم المتحدة والبنك الدولي .

واختتم كلمته بالإشارة إلى أنه لا يمكن  التصدي للتحديات العالمية التي تواجهنا اليوم أو بالمستقبل، دون إعادة هيكلة أنظمة التعليم الحالية، مع تنامي تأثير التطبيقات التقنيات الحديثة على ممارسات المعرفة والتعلم .. وأكد على أن التكنولوجيا أصبحت من قضايا العصر المحورية،  وأن علينا وعلى الأقل تكوين فهم جيد عن الأسباب التي تدعو الدول النامية لضخ المليارات للاستثمار في التقنيات الناشئة واكتشاف ما يحقق لها التقدم والريادة.. خاصة في قطاعات مثل التعليم والتدريب.

رابط الفيديو:

https://youtu.be/eRQmTfhr7ZE