التعاون العربي في صناعة المستقبل

...
التاريخ: 07 - 02 - 2024

القاهرة

جريدة الوفد

أ.د علي محمد الخوري

يمثل التعاون بين مصر والإمارات العربية المتحدة فى مجال الاقتصاد الرقمى والبنية التحتية، وخاصة المرتكز على إنشاء وتطوير على مراكز البيانات، خطوة مهمة نحو تعزيز المشهد الرقمى فى كلا البلدين.

فى ديسمبر 2023، وقعت وزارة الاستثمار الإماراتية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون فى البنية التحتية الرقمية، وتحديدًا مشاريع مراكز البيانات فى مصر. ومن المتوقع أن تؤدى هذه الاتفاقية إلى تطوير ما يصل إلى 1 جيجاوات من قدرة مراكز البيانات فى مصر. يتماشى هذا التعاون مع استراتيجية «مصر الرقمية»، وهى جزء من رؤية مصر 2030، والتى تهدف إلى بناء اقتصاد رقمى متين وتسهيل التحول الرقمى عبر الصناعات الرئيسية​​​.

كما أعلنت «خزنة داتا سنتر» الإماراتية، إحدى أكبر شبكات مراكز البيانات واسعة النطاق فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن خطط لدخول السوق المصرى بالشراكة مع مجموعة بنية، ويشمل ذلك إنشاء أول مركز بيانات واسع النطاق فى مصر فى منطقة المعادى التكنولوجية بالقاهرة، باستثمار قدره 250 مليون دولار. ومن المتوقع أن تكون هذه المنشأة، التى تبلغ طاقتها المتوقعة 25 ميجاوات من أحمال تكنولوجيا المعلومات، بمثابة محرك رئيسى لتوسيع الأعمال فى مصر، وخاصة للشركات متعددة الجنسيات التى تتطلع إلى النمو فى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا.

يعد نمو سوق مراكز البيانات فى مصر كبيرًا، حيث من المتوقع أن تصل قيمته إلى نحو 1.2 مليار دولار بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 491 مليون دولار فى عام 2022. ويدعم هذا التطور السريع الموقع الساحلى الاستراتيجى لمصر، وإمكانية الوصول إلى الكابلات البحرية، وبياناتها التشغيلية الخمسة عشر الحالية، والتى توفر بشكل جماعى اتصالًا عالميًا قويًا للبيانات.

ولا تؤكد هذه الشراكة المصرية الإماراتية أهمية البنية التحتية الرقمية فى النمو الاقتصادى فى المنطقة فحسب، بل تعكس أيضًا العلاقات التجارية المزدهرة بين البلدين. والجدير بالإشارة إلى أن إجمالى حجم التجارة بين مصر والإمارات بلغ فى الفترة من يوليو 2022 إلى مارس 2023 ما يقرب من 6.645 مليار دولار، وهو ما يدل على قوة العلاقات الاقتصادية بينهما.

ومن المقرر أن يلعب هذا التعاون فى المجال الرقمى، وخاصة فى مراكز البيانات، دورًا محوريًا فى تشكيل الاقتصادات الرقمية فى كل من مصر والإمارات العربية المتحدة، ما يمثل علامة فارقة مهمة فى الرحلة نحو التحول الرقمى الشامل فى المنطقة.