دبي

أكد معالي الدكتور عاطف حلمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري السابق، ورئيس الجمعية العمومية للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، أن “البنية التحتية الرقمية تمثل الركيزة الأساسية لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة ومستدامة في العالم العربي”، وذلك خلال إلقائه كلمة رئيسية في اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر سيمليس الشرق الأوسط 2025.

وأكد معاليه أن التحديات التي تواجه المنطقة العربية في مجال الربط الرقمي والوصول إلى الخدمات الإلكترونية تتطلب استثمارات مدروسة، وسياسات مُتكاملة، وتعاوناً إقليمياً قوياً، مشيراً إلى أن الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يعمل على دعم هذه الجهود من خلال وضع رؤى استراتيجية مشتركة مثل الوثيقة المعتمدة في القمة العربية بالجزائر عام 2022.

وأشار معاليه إلى أن الاقتصاد الرقمي بات أحد أهم محركات النمو الاقتصادي في القرن الحادي والعشرين، ويعمل على إعادة تشكيل النظم الاقتصادية والاجتماعية العالمية. ومع ذلك، فإن مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي العربي لا تزال متواضعة عند نسبة 8%، مقابل أكثر من 40% في الولايات المتحدة والصين وأوروبا، وأن هذا الفارق هو بمثابة فرصة ذهبية، يمكن للمنطقة استغلالها من خلال الاستثمار الذكي في البنية التحتية الرقمية، وتطوير الكوادر البشرية المؤهلة، وتهيئة البيئة التنظيمية المناسبة.

وأشاد معاليه بالجهود التي تبذلها الحكومات والمؤسسات العربية لتطوير البنية التحتية الرقمية، مؤكدًا أن العديد من الدول بدأت في تبني استراتيجيات وطنية شاملة للتحول الرقمي، تستهدف تطوير البنى التحتية الرقمية الوطنية. ولفت إلى أن هناك تركيزًا متزايدًا على الاستثمار في التعليم الرقمي، وتأهيل القوى العاملة، ودعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الرقمية، بهدف دعم الابتكار وريادة الأعمال. كما أكد على أهمية التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الخبرات، وتوحيد المعايير، وبناء شراكات استراتيجية تُعزز من مكانة المنطقة في الخريطة الرقمية العالمية.

وفي ختام كلمته، قدّم معالي الدكتور عاطف حلمي رؤيته المستقبلية للبنية التحتية الرقمية في العالم العربي، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يستمر التطور بوتيرة متسارعة، مدفوعًا بالطلب المتزايد على الخدمات الرقمية والجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق التحول الرقمي الشامل. وشدّد على أن معالجة التحديات القائمة، تتطلب سياسات مدروسة واستثمارات مستهدفة، لتمكين البنية التحتية الرقمية من لعب دور مؤثر في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.