الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يشارك في المؤتمر الدولي العربي الثاني للذكاء الاصطناعي في التعليم في تونس

...
التاريخ: 29 - 10 - 2024

تونس

انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي العربي الثاني للذكاء الاصطناعي في التعليم، والذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بمقرها في تونس  بحضور دولة رئيس وزراء تونس السابقة معالي الدكتورة نجلاء بودن ، وعدد كبير من الخبراء الدوليين وممثلين عن المؤسسات التعليمية والتكنولوجية، وبمشاركة 20 دولة عربية وأجنبية ، لمناقشة تطورات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على قطاع التعليم في العالم العربي.

الذكاء الاصطناعي التوليدي في صدارة النقاشات

خصصت الدورة الثانية من المؤتمر للتركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي واستخداماته في التعليم، وبحث آخر التطورات التكنولوجية في مجال النماذج اللغوية الضخمة (LLMs). وتناولت أوراق العمل تقديم وتحليل أهم وأنجح التجارب الدولية والعربية في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، ومنصات نقاشية للتبادل المعرفي بين الخبراء والمختصين وصانعي السياسات التعليمية.

كلمة معالي المدير العام للألكسو

ألقى الأستاذ الدكتور محمد الجمني، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، كلمة معالي المدير العام للألكسو الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر نيابة عنه، حيث أكد في كلمته على أهمية الدورة الثانية من المؤتمر كخطوة هامة نحو تكوين فهم أعمق لتأثيرات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، واستكشاف الفرص التي يوفرها لتحسين جودة التعليم في العالم العربي.

وأشار الدكتور محمد الجمني إلى أن الألكسو تولي اهتماماً كبيراً لمواكبة التحولات التكنولوجية، وأنه قد أطلقت العديد من المشاريع التي تهدف إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، مثل مشروع الذكاء الاصطناعي في التعليم، ومشروع البلوك تشين لحماية الشهادات، بالإضافة إلى المنصة العربية للموارد التعليمية المفتوحة.

كلمة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي: دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم وأهمية الحوكمة الأخلاقية

ألقى السيد أيمن غنيم، الأمين العام المساعد للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، كلمة الاتحاد خلال الجلسة، تناول فيها اتجاهات دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم وأهمية الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي التوليدي في الأنظمة التعليمية العربية.

وأشار إلى المبادرة العربية للاتحاد : المنصة العربية للتعليم الرقمي “edu4arab.org”، والتي يتم تنفيذها بالتعاون مع جامعة القاهرة وبرعاية معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية واتحاد الجامعات العربية. وأوضح إلى أن المنصة تهدف إلى تقديم تجربة تعليمية رقمية متميزة تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستيعاب المعرفي، بعيدًا عن التعليم التقليدي.

وأكد غنيم على أن هذه المبادرة تجسد رؤية لمستقبل يتلاقى فيه التعليم والتكنولوجيا، لخلق فرص متكافئة للمتعلمين، مما سيعيد تشكيل المشهد التعليمي في العالم العربي.

أهمية التعليم الرقمي عالميًا

وأشار السيد الأمين العام المساعد في الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي إلى أن مستويات النمو المتسارعة للتعليم الرقمي عالميًا، وأنه من المتوقع أن ينمو سوق التعلم الإلكتروني بمعدل سنوي يبلغ 8.56%  من عام 2024 إلى 2029. وأوضح أنه في عام 2023، شارك حوالي 220  مليون شخص حول العالم في دورة تدريبية عبر الإنترنت، وهو ما يبرز أهمية المبادرات العربية مثل المنصة العربية للتعليم الرقمي والتي تهدف للوصول إلى ملايين الطلاب والخريجين العرب.

 التركيز على الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي

كما وتطرقت كلمة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي إلى التحديات الأخلاقية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتأكيد على ثلاثة محاور رئيسية وهي:

  1. خصوصية البيانات: حماية المحتوى التعليمي وبيانات الطلاب والمعلومات المؤسسية عبر منظومة من الإجراءات الأمنية الرقمية مثل التشفير الإلكتروني وإدارة الهوية الرقمية.
  2. ضمان عدم التحيز في النماذج: ضرورة استخدام بيانات متنوعة ومعتمدة أكاديميًا لتدريب النماذج، مع التقييم المستمر باستخدام منهجيات الجودة.
  3. مراعاة الدور المتغير للمعلمين: أهمية تمكين المعلمين من دمج الذكاء الاصطناعي بفعالية، مع التركيز على الأبعاد الإنسانية للتعليم.

دعوة إلى نهج متوازن

واختتم السيد غنيم كلمته بدعوة إلى تبني نهج متوازن لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، يشجع على الابتكار المسؤول مع الحفاظ على المبادئ الأخلاقية، وشدد على أهمية:

  • تطبيق تدابير حماية صارمة للبيانات لضمان الخصوصية وبناء الثقة.
  • تطوير نماذج ذكاء اصطناعي عادلة باستخدام بيانات متنوعة، وإشراك فرق متعددة التخصصات لتقليل التحيزات.
  • تقديم تدريب مستمر للمعلمين لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية وأخلاقية.
  • تعزيز التعاون بين خبراء التكنولوجيا والمعلمين لتصميم أنظمة تلبي الاحتياجات التعليمية.
  • التركيز على النتائج واستخدام منهجيات إدارة الجودة الشاملة لتعزيز التطبيقات والاستدراك السريع لأي خلل.

وأكد على دور الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في هذا السياق، مُرحبًا بالتعاون مع المنظمات العربية الشقيقة والجامعات والمعلمين والخبراء لتعزيز التعليم الرقمي المستند إلى الذكاء الاصطناعي، منوهاً إلى أن هذه الجهود تمثل فرصة ذهبية لمنح الأجيال العربية القادمة تجربة تعليمية متميزة، وتعزيز معارفهم في ظل عالم مليء بالتحديات والفرص الواعدة.

مداخلات رئيسية ومشاريع مستقبلية

شهد المؤتمر أربع مداخلات رئيسية لقيت اهتماماً واسعاً من الحضور:

  • المهندس عماد زيتوني، مدير الهندسة في مؤسسة غوغل بالولايات المتحدة الأمريكية، قدم عرضاً حول مشروع جيميناي بالعربي، مستعرضاً دور الذكاء الاصطناعي في تطوير محركات البحث وفتح آفاق جديدة لتحسين تجربة المستخدمين العرب على الإنترنت.
  • الأستاذ الدكتور توفيق الجلاصي، المدير العام المساعد بمنظمة اليونسكو، تناول جهود المنظمة في تحديث التعليم وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة، مؤكداً على ضرورة الاستفادة من التعليم الرقمي كوسيلة أساسية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار إلى أهمية وضع أطر قانونية وأخلاقية تُنظّم استخدام الذكاء الاصطناعي للحفاظ على سلامة العملية التعليمية وحماية الأجيال الناشئة.
  • الدكتورة ريم عبد الرازق، خبيرة التعليم الإلكتروني في مؤسسة اليونيسف، تحدثت عن أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية لتعزيز قدرة الطلاب على التفكير النقدي والابتكاري، مشيرة إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في تقليص الفجوات التعليمية بين المناطق الحضرية والريفية.
  • الدكتور خالد منصور، مدير البرامج في مؤسسة مايكروسوفت للتعليم، قدم عرضًا حول كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء المعلمين وتطوير محتوى تعليمي مخصص، مؤكدًا على أهمية تطوير شراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم التعليم الرقمي في المنطقة العربية.

 إطلاق مشروع “مهارات الابتكار

وأعلن المؤتمر عن إطلاق مشروع Skills for Innovation (SFI)  بالتعاون مع مؤسسة إنتل، ومؤسسة الألفية للتعليم المستدام، ومؤسسة كلاسيرا للتعلم الذكي. يهدف المشروع إلى إعداد الشباب العربي للمستقبل من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة للابتكار في العصر الرقمي، ويركز على دمج مهارات القرن الحادي والعشرين في الأنظمة التعليمية من خلال حلول تعليمية قائمة على التكنولوجيا. يشمل المشروع أيضًا برامج تدريبية عملية تهدف إلى تحسين التفكير النقدي والابتكاري، وتعزيز مهارات حل المشكلات والعمل الجماعي. ويأمل القائمون على المشروع أن يسهم هذا التعاون في سد الفجوة بين التعليم التقليدي واحتياجات سوق العمل المتغير بسرعة، مما يمكن الشباب العربي من المنافسة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

توصيات المؤتمر

اختتم المؤتمر أعماله بمجموعة من التوصيات الهامة، أبرزها:

  • تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والحوكمة.
  • تطوير استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي تتضمن سياسات واضحة لحوكمة البيانات وحماية الخصوصية.
  • تمكين المعلمين من خلال تقديم التدريب المستمر على أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم.
  • دعم الابتكار والبحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التعليمية.
  • إدماج مهارات القرن الحادي والعشرين في المناهج الدراسية لضمان استعداد الطلاب لمتطلبات سوق العمل المستقبلي.
  • توفير بنية تحتية رقمية قوية تدعم تكامل التقنيات الحديثة في التعليم وتضمن وصول الجميع إليها بشكل عادل.
  • تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في تطوير حلول تعليمية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

 حضور متميز ولافت

شهد المؤتمر الدولي العربي الثاني للذكاء الاصطناعي في التعليم نقاشات ثرية ومداخلات قيمة، أكدت جميعها على أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم بطريقة مسؤولة وأخلاقية، لتحقيق نقلة نوعية في جودة التعليم وتوفير فرص متكافئة للمتعلمين في العالم العربي. كما أبرز المؤتمر الجهود المبذولة من قبل المؤسسات العربية والدولية لتحقيق هذا الهدف، مع التأكيد على ضرورة التعاون المشترك لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لتحسين مستقبل التعليم.

وفي هذا السياق، أكد الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي خلال اجتماعاته مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون المشترك للتركيز على القضايا التعليمية ذات الأولوية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. ويعمل الاتحاد على توطيد العلاقات مع المنظمة دعمًا للعمل العربي المشترك ولخدمة أبناء وشباب العرب، حيث أطلق الاتحاد مبادرته الهامة المنصة العربية للتعليم الرقمي www.edu4arab.org التي تهدف إلى تقديم تجربة تعليمية متميزة تعتمد على أحدث التقنيات.