الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يعزز رؤيته المستقبلية في ورشة عمل الإسكوا حول الذكاء الاصطناعي وحوكمته

...
التاريخ: 12 - 12 - 2024

بيروت

شارك الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي عضو المكتب التنفيذي لملتقي الاتحادات العربية النوعية المتخصصة بجامعة الدول العربية في ورشة العمل التي نظمتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، التي عُقدت عبر تقنية الاتصال المرئي، وجمعت نخبة من الخبراء والمسؤولين من مختلف القطاعات والمؤسسات الدولية والإقليمية لمناقشة الأبعاد المختلفة للذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الاقتصادات العربية والتنمية المستدامة.

شارك السيد/ أيمن مختار غنيم، الأمين العام المساعد للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، بكلمة تناول فيها أن تطوير نموذج لغوي عربي كبير يمثل ضرورة استراتيجية للعالم العربي في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم. وأوضح أن هذا المشروع ليس مجرد مبادرة تقنية، بل هو استثمار طويل الأمد في مستقبل اللغة العربية ودورها على الساحة الرقمية العالمية. وأشار إلى أن اللغة العربية، التي يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص حول العالم، تمتلك إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا غنيًا يجعلها مؤهلة لتكون لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد الرقمي. ومع ذلك، فإن المحتوى الرقمي العربي لا يمثل سوى نسبة ضئيلة لا تتجاوز 3% من إجمالي المحتوى العالمي، مما يبرز الحاجة إلى تعزيز وجود اللغة العربية في العالم الرقمي.

كما أشار في كلمته إلى نماذج ناجحة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في العالم العربي، مثل نموذج “فالكون 40 بي” الذي طور في الإمارات ومبادرة “علّام” السعودية، والتي أثبتت قدرتها على تحسين استخدامات الذكاء الاصطناعي في المنطقة.

واختتم غنيم بالتأكيد على أن إنشاء نموذج لغوي عربي كبير يتطلب تكاتف الجهود العربية لتجاوز التحديات التقنية والمالية المرتبطة بهذا المشروع، مشددًا على أهمية إنشاء صندوق عربي مشترك لدعم هذا النموذج وتوفير التمويل اللازم. وأضاف أن التعاون الإقليمي يمكن أن يقلل من التكاليف ويعزز من كفاءة استخدام الموارد، مما يتيح للدول العربية فرصة تحقيق استفادة متكاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء في التعليم أو الإعلام أو القطاعات الحكومية.

تسليط الضوء على الجوانب المتنوعة للذكاء الاصطناعي

إلى جانب كلمة السيد أيمن غنيم، تضمنت الورشة كلمات متنوعة ألقتها شخصيات بارزة من الإسكوا وجامعة الدول العربية والاتحاد الدولي للاتصالات. تناولت هذه الكلمات أهمية وضع أطر حوكمة شاملة للذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على المخاطر المرتبطة بالاستخدام غير المنظم لهذه التقنيات.

كما ناقشت الورشة تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم، حيث تم استعراض تجارب دولية مثل فنلندا والولايات المتحدة في استخدام هذه التقنيات لتقديم تعليم مخصص يتماشى مع قدرات كل طالب. وتم التأكيد على دور النموذج اللغوي العربي الكبير في تقديم حلول تعليمية مبتكرة تعزز تعلم اللغة العربية وتطور مهارات الطلاب في المواد العلمية.

الجلسات النقاشية والمخرجات الرئيسية

شهدت الورشة عددًا من الجلسات النقاشية التي ركزت على القضايا الملحة مثل حوكمة الذكاء الاصطناعي، تحديات البنية التحتية، وسبل تعزيز التعاون بين الدول العربية. وأكد المشاركون على أهمية توفير الكفاءات البشرية المؤهلة لدعم هذه المشاريع من خلال برامج تدريبية ومنح دراسية متخصصة. كما دعا المتحدثون إلى تعزيز الشراكات مع شركات التكنولوجيا العالمية لتوفير البنية التحتية التقنية الحديثة وتسريع وتيرة التطوير.

التوصيات الختامية: خارطة طريق للمستقبل

في ختام الورشة، تم الاتفاق على مجموعة من التوصيات الداعمة لتطوير الذكاء الاصطناعي في العالم العربي. ودعا المشاركون إلى إنشاء تحالفات إقليمية لتطوير نموذج لغوي عربي كبير، مع وضع سياسات تنظيمية وأطر أخلاقية تضمن الاستخدام الآمن والعادل لهذه التقنيات. كما تم التأكيد على ضرورة دعم البحث والتطوير في هذا المجال من خلال تخصيص موارد مالية وبنية تحتية مشتركة.

مشاركة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في هذه الورشة تأتي في إطار حرصه المستمر على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وترسيخ دوره القيادي في قيادة التحولات الرقمية في العالم العربي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي.