الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يشارك في دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي

...
التاريخ: 02 - 02 - 2025

القاهرة

انطلقت أعمال دائرة الحوار العربية حول “الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية”، بتنظيم من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وبالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وقد جرت الجلسات تحت إشراف معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي أكّد في كلمته الافتتاحية على أهمية تبني نهج استراتيجي لتطوير الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز الابتكار في مختلف القطاعات.

 

وتهدف الدائرة الحوارية إلى توفير منصّة تجمع بين الخبراء، صناع القرار، والجهات الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي، لمناقشة سبل تسخير هذه التكنولوجيا لخدمة التنمية في العالم العربي، مع التركيز على التحديات الأخلاقية والتشريعية المرتبطة باستخدامها.

جاءت مشاركة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في إطار حرصه على دعم الجهود الإقليمية لتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في تطوير القطاعات الحيوية في الدول العربية. وخلال الجلسات النقاشية، استعرض ممثلو الاتحاد أبرز المبادرات والمشاريع التي يقودها في مجال التحول الرقمي، مؤكدين أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك لتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة.

كما شهدت دائرة الحوار نقاشات معمّقة حول تحديات الذكاء الاصطناعي في المنطقة، وآفاق الاستفادة منه في تطوير التعليم، والرعاية الصحية، والاقتصاد، مع التركيز على ضرورة بناء القدرات وتطوير السياسات الداعمة للابتكار التكنولوجي.

 

وخلال الجلسات، قدّم الدكتور / أيمن مختار غنيم، الأمين العام المساعد للاتحاد، ورقة عمل تناولت موضوع “الحوكمة وإدارة المخاطر في أنظمة الذكاء الاصطناعي وفق المعايير الدولية”. سلط غنيم الضوء على كيفية وضع أطر تنظيمية شاملة لضمان تطوير وتطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي بطريقة تتسم بالشفافية والأمان وتتسق مع المعايير العالمية مثل الأيزو 42001 ومواصفات دولية أخرى تعنى بمنهجية إدارة مخاطر تطوير وتشغيل منظومات الذكاء الاصطناعي وتطويره.

تناولت الورقة عدة محاور رئيسية، أبرزها:

  • تحديات الحوكمة في ظل التطور السريع للتقنيات الرقمية، والحاجة إلى سياسات تواكب هذه التحولات لضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي.
  • إدارة المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مع التركيز على المخاطر الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وأهمية تطوير آليات فعالة لرصدها ومعالجتها بشكل استباقي.
  • الدعوة إلى تبني مبادئ الحوكمة الرشيدة التي تعزز الشفافية والمساءلة في تصميم وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي.

أوضح غنيم في كلمته دور تلك الآليات والأدوات المختلفة في معالجة مراحل تطوير الذكاء الاصطناعي المختلفة والتي تبدأ مع التصميم والتطوير مارةً بمراحل الفحص والاختبار والتشغيل وأخيراُ بالصيانة.

كما استعرض الأمين العام المساعد مقترح الاتحاد بإنشاء مركز عربي لتدقيق أنظمة الذكاء الاصطناعي، ليكون بمثابة جهة مستقلة تعمل على تقييم أنظمة الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية، وضمان التزامها بالمعايير الدولية المتعلقة بالأمن السيبراني، وحماية البيانات، والعدالة في اتخاذ القرار. وأوضح أنه لمن الأهمية بمكان أن يكون لدينا مرجعية إقليمية لاعتماد وحوكمة مخرجات المنظومة فضلاً عن دورها في تحديد معايير المهارات الوظيفية اللازمة لأعمال تطوير وتدقيق وحوكمة الذكاء الاصطناعي

وأكد غنيم في كلمته أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة حقيقية لدعم التنمية المستدامة في الدول العربية، شريطة أن يتم تطويره وتوظيفه ضمن إطار حوكمة فعّال يضمن حماية حقوق الأفراد والمجتمعات. كما شدد على أهمية التعاون العربي في بناء سياسات موحدة تعزز القدرات التكنولوجية وتدعم الابتكار المسؤول.

وتأتي هذه المشاركة تأكيداً لدور الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في دعم السياسات والاستراتيجيات التي تعزز مكانة العالم العربي في الثورة الرقمية العالمية.