أبوظبي
في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة الشرق الأوسط في مجال البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، تم الإعلان عن إطلاق مركز “الحكمة” للأبحاث كمبادرة استراتيجية تهدف إلى ترسيخ دور المنطقة كمركز عالمي للابتكار والتطوير المعرفي. وتأتي هذه المبادرة استجابةً للحاجة المتزايدة إلى مؤسسات بحثية قادرة على توجيه مسارات التنمية، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، والعلوم التطبيقية، والتعاون البحثي المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.
يقود هذا المشروع الطموح سعادة د. علي محمد الخوري، أحد الشخصيات العربية البارزة ورئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، والبروفيسور محمد فارمر، مؤسس المعهد البريطاني للتكنولوجيا في لندن بالمملكة المتحدة.
يأخذ مركز “الحكمة” طابعًا إقليميًا مشابهًا لبرنامج “هورايزون أوروبا”، لكنه يركز على الحلول المبتكرة التي تتناسب مع التحديات والفرص في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. إذ يسعى المركز إلى بناء مستقبل مستدام قائم على المعرفة والابتكار والتعاون، عبر استثمار الموقع الجغرافي المحوري للمنطقة كجسر يربط الأسواق العالمية، والاستفادة من تنوعها الثقافي كحاضنة للأفكار، وتسخير إمكاناتها التكنولوجية المتنامية في تطوير حلول عملية لمواجهة التحديات المستقبلية.
رؤية البحث والابتكار في العالم العربي والإسلامي
أكد الدكتور علي محمد الخوري، الذي يساهم في صياغة رؤية مركز “الحكمة”، أن المركز يسعى إلى تطوير بيئة بحثية متقدمة قائمة على مبدأ التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والعلمية في العالم العربي والإسلامي. وأوضح أن المبادرة تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات تكنولوجية كبيرة، تستدعي وجود منصات بحثية عربية قادرة على المساهمة في بناء اقتصادات قائمة على المعرفة. وأردف قائلاً:
“لطالما لعب الشرق الأوسط دورًا محوريًا في مسارات التجارة والفكر الإنساني وكملتقى للحضارات. واليوم، لدينا فرصة للاستفادة من مواردنا البشرية والاقتصادية لوضع منطقتنا في مصاف المراكز العالمية للابتكار والتكنولوجيا. ‘مركز الحكمة’ ليس مجرد مشروع بحثي، بل خطوة نحو بناء منظومة معرفية متكاملة تدعم مستقبلنا المشترك.”
من جانبه، أشار البروفيسور محمد فارمر، المتخصص في التكنولوجيا والابتكار، إلى أن المركز يمثل منصة للتعاون البحثي والتكنولوجي بين العلماء والمبتكرين في العالم العربي والإسلامي، ويهدف لإيجاد حلول عملية للتحديات الاقتصادية والتنموية في المنطقة. وأضاف:
“مركز ‘الحكمة’ يوفر إطارًا علميًا يجمع الباحثين والمفكرين وصنّاع القرار في العالم العربي والإسلامي، لبحث سبل تطوير التكنولوجيا وتوظيفها في مجالات حيوية مثل الطاقة، والصحة، والصناعة. هذه الجهود المشتركة هي مسارات يمكنها أن تمهد الطريق لمستقبل قائم على الابتكار والاقتصاد المعرفي.”
المجالات الرئيسية لـ “مركز حكمة”
يركّز مركز “الحكمة“ على مجالات بحثية وتطبيقية محورية تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية والمعرفية في العالم العربي والإسلامي، من خلال توظيف التكنولوجيا والعلوم الحديثة لمعالجة التحديات الإقليمية وإيجاد حلول مبتكرة بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص، تسهم في تطوير القطاعات الحيوية. وتشمل المجالات الأساسية ما يلي:
رؤية لتنويع الاقتصاد
يتمثل أحد الأهداف الأساسية لمركز “الحكمة” في تقليل اعتماد الشرق الأوسط على المفاهيم الاقتصادية التقليدية، والانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة. وفي هذا السياق، أوضح سعادة د. علي محمد الخوري أهمية هذا التحول قائلاً:
“لقد كان النفط حجر الأساس لاقتصاداتنا لعقود، لكن المستقبل ينتمي لمن يستثمر في المعرفة والابتكار. مركز ‘الحكمة’ سيكون جزء أساسي من هذا التحول.”
وأضاف البروفيسور محمد فارمر:
“من خلال الاستثمار في البحث والابتكار اليوم، فإننا نؤسس لمستقبل مستدام ومزدهر. لن يقتصر دور مركز ‘الحكمة’ على مواجهة تحديات اليوم، بل سيخلق فرصًا جديدة للأجيال القادمة.”
التعاون والشراكات الدولية
سيعمل مركز “الحكمة” على تكوين علاقات بحثية واسعة مع البرامج الدولية مثل “هورايزون أوروبا”، إضافة إلى التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والشركات التكنولوجية العالمية، لضمان مواءمة مشاريعه مع أفضل الممارسات العالمية وتطوير فرص البحث والتطوير المشترك.
وأكد سعادة د. علي محمد الخوري على أهمية هذه الشراكات بقوله:
“الابتكار لا يعرف الحدود. بالتعاون مع الشركاء الدوليين، يمكننا تسريع وتيرة التقدم وضمان أن يبقى الشرق الأوسط في طليعة التطور التكنولوجي.”
بدوره، نوه الدكتور محمد فارمر على أن التعاون هو جوهر رؤية مركز “الحكمة”، قائلاً:
“التعاون هو العنصر الأساسي في نجاح مركز ‘الحكمة’. من خلال توحيد جهود الخبراء من جميع أنحاء العالم، يمكننا تحقيق ما لا تستطيع أي دولة أو مؤسسة تحقيقه بمفردها.”
دعوة للعمل من أجل العالم العربي والإسلامي
يتجاوز مركز “الحكمة” كونه مجرد مشروع بحثي، فهو يمثل دعوة للعمل من أجل توحيد جهود العالم العربي والإسلامي والاستثمار في المستقبل. فمن خلال تجميع الموارد، ومشاركة المعرفة، والعمل لتحقيق أهداف مشتركة، يمكن للمنطقة التغلب على التحديات واغتنام الفرص التي يتيحها القرن الحادي والعشرون.
واختتم الدكتور علي الخوري حديثه برسالة أمل وتفاؤل قائلاً:
“مركز ‘الحكمة’ هو دليل على ما يمكننا تحقيقه عندما نعمل معًا. إنه رؤية لمستقبل أكثر إشراقًا، قائم على المعرفة والابتكار والتعاون. دعونا نغتنم هذه الفرصة ونبني إرثًا يستفيد منه الأجيال القادمة.”
وأضاف الدكتور محمد فارمر:
“مركز ‘الحكمة’ ليس مجرد مبادرة تكنولوجية، بل هو استثمار في الإنسان. إنه مشروع يهدف إلى بناء مستقبل يتمتع فيه الجميع بفرص متكافئة للنمو والازدهار. معًا، يمكننا تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة.”
عن الاتحاد | |
---|---|
المبادرات | |
المعرفة | |
الخدمات | |
المركز الإعلامي | |
اتصل بنا |