في كلمته الافتتاحية، أعرب معالي أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية عن تقدير الجامعة العربية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتقدم بالشكر للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، على رعايته لأعمال هذا المؤتمر الهام والذي يتناول مواضيع ذات أهمية قصوى في سبيل تحقيق المستهدفات التنموية في المنطقة العربية.
وقال أن الاقتصاد الرقمي يمثل حالياً مورداً مهماً من موارد الاقتصاد العالمي ، والثابت أن أهميته في تزايد مستمر، إذ تشير كل المعطيات إلى تسارع وتيرة نمو الاقتصاد الرقمي بنسب تفوق بقية قطاعات الاقتصاد التقليدية وتبلغ مساهمة القطاع الرقمي ما يعادل 22% من إجمالي الناتج العالمي الخام، بينما تنخفض هذه النسبة في الوطن العربي إلى 5% فقط.
وأضاف إن سد هذه الفجوة واللحاق بركب الدول المتقدمة يحتم علينا كعرب وضع وتنفيذ سياسات مُحْكَمة وعملية للنهوض بالاقتصاد الرقمي ، إذ سيتيح الاستثمار في هذا المجال تحقيق معدلات نمو عالية ومستدامة من شأنها استيعاب أعداد كبيرة من الشباب الباحثين عن فرص عمل في العديد من الدول العربية ، وذلك بعد ارتفاع نسب البطالة عقب تفشي جائحة فيروس كورونا بالرغم من الإجراءات الاستثنائية التي أقرتها كافة الحكومات العربية لمجابهتها.
و أشار إلى موضوع رسم السياسات والاستراتيجيات ،مشيداً بالمبادرة التي تلقتها جامعة الدول العربية من دولة الإمارات بشأن وضع “الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي” وقد وافق المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة في دورة انعقاده الأخيرة على رفعها ضمن الملفات الاقتصادية إلى القادة العرب للنظر في اعتمادها في القمة العربية المقبلة، متمنياً العمل جميعاً على تنفيذ تلك المبادرة والاستفادة من محتواها.
كما أشار إلى أن موضوع التحول الرقمي وتحديث الاستراتيجية العربية في هذا المجال يمثل إحدى الأولويات الثلاث التي اخترنا التركيز عليها في جامعة الدول العربية بالإضافة إلى موضوعي التنمية المستدامة وريادة الأعمال، وتدركون جميعاً أن وضع سياسات للاقتصاد الرقمي يتطلب أيضاً الاهتمام ببناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي باعتباره تكنولوجيا المستقبل. وفي هذا الشأن، أشير أمام هذا الجمع الكريم إلى أنني قد اقترحتُ على لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك – والتي تضم في عضويتها كل المؤسسات العاملة تحت مظلة الجامعة – تشكيل مجلس استشاري عربي للذكاء الاصطناعي، يضم في عضويته مختصين من المنظمات العربية والدول الأعضاء، ويشرف على وضع استراتيجية عربية في هذا المجال، ويقدم عند الاحتياج المشورة والدعم اللازمين للدول العربية.
وأوضح إن تطوير الاقتصاد الرقمي يقتضي أموراً أساسية، منها توفير بيئة حاضنة وداعمة للشركات الرقمية، وإقامة البنية التحتية المناسبة والتشريعات المرنة التي تسهل إنشاء الشركات وتوفر القواعد الأساسية لحماية البيانات الشخصية، وغيرها من المقتضيات، وأن العنصر البشري يبقى الثروة الأغلى والركيزة الأهم التي يجب البناء عليها ولحسن الطالع تتوفر لدى معظم دولنا ، خزان بشري من الكفاءات التي يجب الاعتناء بها، والعمل على استقطابها وتشجيعها عبر إقامة حاضنات للأعمال وتدريب الشباب على ريادة الأعمال الصغيرة، وتحفيزهم على إنشاء الشركات الرقمية وإقامة المنصات الإلكترونية التي تُعْنىَ بالتجارة والخدمات، فشباب العرب يحتاجون إلى تشجيع وتطوير الفكر الرقمي لديهم وتوفير الظروف الملائمة لتنفيذ أفكارهم.
كما قال فإن ثمة إدراك عالمي عميق بخطورة التغير المناخي إنها مشكلة العصر إذ نرى اليوم بعض آثارها، فقد تواترت الكوارث الطبيعية من فيضانات وحرائق وأوبئة، والمقلق أن منطقتنا العربية من أكثر المناطق تأثراً بتبعاتها، وعلينا كعرب الإسراع بوضع الحلول، ومنها تنمية اقتصادات رقمية تراعي البعد البيئي، وتسهم في حل المشكلات عبر توظيف التكنولوجيا الرقمية كوسيلة تخلق الثروة وتخدم قضايانا البيئية، كما يتعين علينا تشجيع المبادرات التي تُعنى بالاقتصاد الأخضر وتروج للحلول المستدامة بالاستفادة من الجهود العالمية لمجابهة التغير المناخي.
وفي نهاية كلمته أكد أبو الغيط أن الامارات تستعد لاستضافة أحداث عالمية مهمة يجب الاستفادة من زخمها للدفع بالعمل المناخي والترويج للقضايا العربية ومنها تطوير الاقتصاد الأخضر في المنطقة،و معرض دبي إكسبو2020، وأسبوع المناخ الإقليمي، وكذا قمة المناخ لعام 2023 (COP28) معرباً عن أمله في فوز دولة الامارات باستضافتها وتوفير كل الظروف الكفيلة بإنجاحها، وجدد شكره لدولة الامارات قيادةً وشعباً على حسن الوفادة وكرم الضيافة، متمنياً للمؤتمر كل التوفيق والسداد.
حول المؤتمر
ينعقد مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي “سيملس الشرق الأوسط 2021” الذي يقام في مركز التجارة العالمي في دبي ويستمر يومي 29 و30 سبتمبر 2021 برعاية جامعة الدول العربية وتنظيم شركة تيرابين العالمية لتنظيم المؤتمرات.
وتأتي دورة المؤتمر والمعرض هذا العام، بعد إطلاق مبادرة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي ديسمبر 2018 في أبوظبي، واستكمالاً لجهود الجامعة العربية في إبراز دور التكنولوجيات المتقدمة في بناء المنظومات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.
ويشارك في المؤتمر عدد كبير من المسؤولين الحكوميين والخبراء لإلقاء الضوء على أحدث التقنيات والتحديات في عالم الثورة الرقمية، من خلال منصات فعلية وأخرى افتراضية للمشاركة عن بعد وبث مباشر للفعاليات والجلسات.
عن الاتحاد | |
---|---|
المبادرات | |
المعرفة | |
الخدمات | |
المركز الإعلامي | |
اتصل بنا |