د. علي محمد الخوري: سوق الذكاء الاصطناعي سيتجاوز ٣٦$ مليار في ٢٠٢٥، والمتاجر العربية ينبغي لها الاستعداد حتى لاتجد نفسها خارج المنافسة

...
التاريخ: 06 - 02 - 2018

قال سعادة د. علي محمد الخوري  في كلمته خلال مؤتمر ومعرض سيملس شمال إفريقيا للاقتصاد الرقمي  2018، بأن بدايات الذكاء الاصطناعي التي بدأت في عام 1950، كانت تتمحور حول تساؤل عما إذا كان بمقدور الآلات التفكير، وأنه ومنذ ذلك الحين، تطور هذا القطاع بشكل مثير للاهتمام مع تقدم العلوم التي أصبح معها بإمكان الآلة التعلم ومحاكاة القدرات الذهنية البشرية بطبيعة وظيفتها المعرفية .

وأوضح د. الخوري بأن الدراسات الأخيرة تشير إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي سوف تكون مسؤولة عن نمو التجارة الإلكترونية بنسب تتجاوز  30% بحلول عام 2020، وستتغير معها طريقة عمل المتاجر الإلكترونية، خاصة في ظل انتشار تطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية.

وأشار إلى أهمية فهم المتاجر العربية للمتغيرات الجديدة التي تدفعها التكنولوجيات وأن تحذر من الخطأ الكبير التي وقعت فيه شركة كوداك والتي كانت تستحوذ على 90٪ من السوق الأمريكية، ثم أعلنت إفلاسها عام 2012، بسبب عدم  قدرتها على فهم العميل وفهم سلوكيات الأفراد.

وأوضح إلى أن مواقع مثل “أمازون وعلي بابا” وغيرها من المنصات الرقمية باتت تعتمد وبشكل كبير على تقنيات التنبؤ المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف رفع نسبة المبيعات، حيث أعلنت أمازون بأن 35% من مبيعاتها تعود لهذه التقنية الذكية، وأن موقع “eBay”  رفع مبيعاته إلى أكثر من مليار دولار سنوياً بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كما وأضاف أن تقنية “المتحدث الآلي” انتشرت في مراكز الاتصال حول العالم، وبشكل كبير جداً،  وتسببت في تقليل التكاليف السنوية بنسب تجاوزت 60%.

وأشار إلى أن 70٪ من الطرود بالصين تمر من خلال نظام “كيني ياو” التابع لشركة على بابا بمعدل 42 مليون شحنة في اليوم الواحد، ويتم توصيل الطرود خلال 24 ساعة داخل الصين وثلاثة أيام بأي مكان في العالم.

مردفاً بالقول أن الذكاء الاصطناعي ساهم في رفع كفاءة شركات الشحن بنسبة 30٪، وانعكس ذلك في رضا المتعاملين، مشيراً إلى أن الصين ترى أن الذكاء الاصطناعي، سوف يكون محركاً رئيسياً لنمو الاقتصاد الصيني خلال 10 سنوات القادمة، من خلال رفع كفاءة العمليات، وخفض التكاليف إلى الصفر في بعض العمليات.

وأكد الخوري بأن التجارة الإلكترونية بحلول عام 2035 سوف تشهد بفضل الذكاء الاصطناعي، تحول 25٪ من الوظائف البشرية إلى الروبوتات في قطاع خدمات الأعمال، وأن سوق الذكاء الاصطناعي، سوف يصل إلى ٣٦ مليار دولار بحلول عام ٢٠٢٥، ويجب على المتاجر العربية الاستعداد حتى لا تجد نفسها في عزلة، وخارج المنافسة.

وقدم الخوري في ختام كلمته بعض من التوصيات الرئيسية التي تضمنت حول أهمية قيام القطاع الخاص بالاستثمار بالذكاء الاصطناعي، ووضع الخطط التي تخدم أجندات الاقتصاديات العربية الوطنية، مع ضرورة اهتمام الحكومات والقطاع الخاص دراسة تأثير إمكانيات الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر عمقاً، وأنه وبالتوازي مع كل ذلك، يجب أن تعمل الحكومات العربية على إيجاد الضوابط التشريعية المنظمة لعمل الذكاء الاصطناعي، لما لهذا المجال من آثار كبيرة وعميقة بنمو الاقتصادات الوطنية.