د. علي محمد الخوري: الإجراءات الاحترازية لكوفيد 19 تسببت بمخاطر اقتصادية غير مسبوقة والاستثمار في الحلول الرقمية هو السبيل لتخفيف حدتها

...
التاريخ: 06 - 07 - 2020

قال سعادة د . علي محمد الخوري  خلال كلمته بمؤتمر  ومعرض سيملس السعودية  “2020”  أن وباء كوفيد-19 أظهر تداعياته بوضوح على قطاعات مختلفة سواء كانت مرتبطة بالصحة العالمية أو مستويات الإنتاجية، أو فقدان الوظائف وصولاً إلى الإخلال بسلاسل التوريد والاستهلاك العالمي.

وأشار إلى أن الأزمة ببساطة، وضعت العالم في عنق زجاجة، ولا يوجد شيء يمكن معه لتجاوز المخاطر المرتبطة بهذا الوباء بسهولة.

 

وأكد  أن البعض يحاول الربط وإيجاد قواسم مشتركة مع أزمات سابقة، مثل الأزمة المالية عام 2008 أو الكساد الكبير في الثلاثينات، مشيراً إلى أن تلك المقارنات قد لا تكون دقيقة اليوم في عالم تسوده العولمة، خاصةً وأن جميع الأوبئة عبر التاريخ، دفعت بتحولات كبيرة في المجتمعات الإنسانية، وأبرزت ” أوضاع طبيعية جديدة”.

وأكد الخوري: ليس لدينا سوى أن نتكيف مع الأوضاع الجديدة ونكون مستعدين لها، فالتحديات التي أحدثها الوباء جعلت العالم في انتظار المجهول، وقطاع الأعمال هو الأكثر تضرراً.

 

وأردف: أن معدلات الفقر متوقع لها أن ترفع  أكثر من ٨٠ مليون شخص إلى الفقر المدقع حول العالم، مع استمرار سياسات الإغلاق، و تدابير التباعد الاجتماعي، والتي أدت إلى تعطيل شبكات سلاسل التوريد بشكل كبير، مع انخفاض الإستهلاك، فأصبحت تهدد مئات الملايين من الشركات الكبيرة والصغيرة.

وأشار إلى: أن هناك اتفاق في المجتمع الدولي، أن التعافي الاقتصادي سوف يكون أبطأ مما كان متوقعاً.

وأردف: أن التاريخ يؤكد أن سياسات التقشف لن تكون قادرة على معالجة مستويات النمو المتباطئة أو القضايا المرتبطة بالبطالة والضمان الاجتماعي، فالعالم أصبح في مأزق اقتصادي كبير، خاصة مع انهيار تاريخي لأسعار النفط، وتقلب أسواق النفط واختلال توازن سلاسل العرض والطلب العالمية.

وأشار إلى: أن هذا المجال محل دراسة وتحليل في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، بجامعة الدول العربية  لبيان كيفية تأثير هذه المدخلات على نمو الاقتصاد العالمي، ومن بين نتائج دراساتنا، هو أن الأزمة الحالية، حتماً سوف تسرع من وتيرة التغيير نحو النظام الاقتصادي العالمي الجديد.

وأكمل الخوري: أصبح لزاماً على الحكومات الاهتمام بالتحول الرقمي بجدية أكبر، مؤكداً بأن المستثمرون في الحلول الرقمية سيتجاوزون هذه الظروف غير المسبوقة إلى حد ما، والحفاظ على بعض الاستمرارية والإنتاجية.

وأضاف بأن المؤسسات والحكومات على إدراك كامل بأهمية المنظومات الرقمية، وذلك أصبح ضرورة ملحة اليوم.

وأشار: أننا أكدنا على هذه الحاجة، في مبادرتنا الإستراتيجية في جامعة الدول العربية “الرؤية العربية للاقتصاد الرقمى” والتي تدعو إلى تبني نهج أكثر شمولية للتعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية.

وأردف أنه من المرجح أن يشهد العالم في السنوات القادمة، نماذج أعمال أحدث، وأكثر تكيفاً لتمكين نماذج الخدمات عن بعد.

وأضاف قبل الثورة الصناعية بلغ الناتج الإجمالي العالمي بما يقارب ٢ تريليون دولار، وبعد ظهور الثورة الصناعية نما الناتج الإجمالي العالمي إلى ٤٠ تريليون دولار عام ١٩٩٣،  أي ارتفع إلى ٣٨ تريليون دولار على مدار ١٢٠ عام، ومع ظهور الإنترنت ارتفع الناتج الإجمالي  العالمي عام ٢٠١٩ إلى  ١٠٠ تريليون دولار ليصل إلى ١٤٢ تريليون دولار، خلال أقل من ٢٧ عام، فذلك حدث خلال وقوع حربين عالميتين، ومع تفشي العديد من الأوبئة العالمية وكساد عالمي.

واختتم الخوري: العالم سوف يشهد نمواً هائلاً في الناتج المحلي الإجمالي، خلال السنوات القادمة، والثورة الصناعية الرابعة لن تولد شكلاً اقتصادياً جديداً فحسب، بل ستقفز بالأنماط التنموية، وأن وباء كوفيد-19 سوف يسرع من ظهور نظام عالمي اقتصادي جديد.

رابط الفيديو:

https://youtu.be/SrRcD3BTBeE