الاقتصاد الرقمي العربي – الصيني يرسم مسارات جديدة للتجارة المستدامة

مدة القراءة 3 دقائق

هانغتشو  – الصين

شارك الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في أعمال المعرض العالمي الرابع للتجارة الرقمية (GDTE 2025)، الذي استضافته حكومة إقليم تشيجيانغ بمدينة هانغتشو الصينية خلال الفترة من 25 إلى 29 سبتمبر الجاري.

وألقى سعادة الدكتور علي محمد الخوري، مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ورئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، كلمة رئيسية خلال الجلسة الثانية من فعاليات المعرض بعنوان “بناء مسارات عربية – صينية نحو تجارة رقمية مستدامة”، استعرض فيها آفاق التعاون بين الدول العربية والصين في مجالات الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية، وأهمية بناء شراكات استراتيجية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الاقتصادي الدولي.

وأوضح الخوري بأن التجارة الرقمية أصبحت محركاً جديداً للاقتصاد العالمي، إذ تجاوزت قيمة التجارة الإلكترونية 30 تريليون دولار وفقاً لتقديرات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في عام 2022، ومن المتوقع أن يتخطى حجم التجارة الرقمية العابرة للحدود 8 تريليونات دولار بحلول 2030. واعتبر أن هذا النمو السريع يبرهن على أن التجارة الرقمية لم تعد قطاعاً ناشئاً، بل أصبحت ركناً أساسياً في التنمية المستدامة وخلق الوظائف ودفع عجلة الابتكار العالمي.

 

وأشار الخوري إلى أن العالم العربي يشهد بدوره تحولاً رقمياً متسارعاً، مع استثمارات متنامية في البنية التحتية، خصوصاً في مراكز البيانات، حيث يُتوقع أن تتجاوز 6 مليارات دولار بحلول 2026. وأضاف أن رؤية الاقتصاد الرقمي العربي، التي أقرها القادة العرب في عام 2022 برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل خارطة طريق موحدة لتطوير البنية التحتية، وتنسيق التشريعات، وتسريع الابتكار في المنطقة.

وكشف أن الدراسات التي أجراها الاتحاد تتوقع أن يسهم الاقتصاد الرقمي العربي بنحو تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، من خلال توليد ملايين الوظائف الجديدة، ورفع الإنتاجية، وإنماء التكامل التجاري الإقليمي، وزيادة القدرة التنافسية العالمية.

وتطرق الخوري إلى البرامج الرئيسية التي أطلقها الاتحاد ضمن هذه الرؤية، ومنها منصة التعليم الرقمي التي تهدف إلى تزويد الكوادر والمهنيين ورواد الأعمال بالمهارات الرقمية المتقدمة، ومنصة الغذاء العربي التي أُنشئت لدعم التجارة الإلكترونية الإقليمية والأمن الغذائي عبر تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير. وأكد أن هذه المبادرات تجسد التزام الاتحاد بدفع مسيرة الاقتصاد الرقمي العربي، مع رغبة طموحة لتوسيع التعاون الدولي ولا سيما مع الصين في مجالات التجارة الإلكترونية، والتقنيات المالية، والابتكارات العلمية.

وفي إطار توطيد جسور التعاون، أعلن الخوري عن افتتاح مكتب الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في هونغ كونغ كخطوة استراتيجية لربط الشركاء العرب والصينيين وتطوير مشاريع ذات أثر عالمي، إضافة إلى خطط لافتتاح مكاتب جديدة في الصين، بما يرسخ مرحلة جديدة من الشراكات القائمة على التكنولوجيا والثقة والخبرة المشتركة.

واختتم الخوري بالتأكيد على التزام الاتحاد بتعميق التعاون الاستراتيجي مع الصين، وخاصة مع إقليم تشيجيانغ، بما يحول هذا التعاون إلى رافعة لتحولات اقتصادية عالمية جديدة، ويخلق مسارات مبتكرة نحو تجارة رقمية أكثر شمولية واستدامة تعود بالنفع على المنطقتين العربية والصينية.