إن التقدم التكنولوجي والأعمال التجارية التي تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع سوف تجعل الهوية الرقمية للشركات ذات أهمية متزايدة. لكن كيف يعمل هذا؟ ما هي الفوائد التي يمكن أن تقدمها؟ وهل من الممكن التغلب على تحديات مثل الأمن السيبراني وخصوصية البيانات؟
ما هي الهوية الرقمية للشركات؟
الهوية الرقمية للشركات تشبه الهوية الشخصية: فهي تتعلق بكيفية التقاط السمات الفريدة للكيان (أو الشخص) وتخزينها حتى يمكن نقلها إلكترونياً لتحديد من يدعي أنه هو.
بالنسبة للشركات، تمنح الهوية الرقمية القدرة على الوصول إلى الخدمات والتفاعل مع مختلف الأطراف أثناء سير العمل دون الحاجة إلى اللجوء إلى التدخل البشري أو استخدام الوثائق المادية.
في حياتنا الشخصية، يمكن لأعيننا، أو بصمات أصابعنا، أو أرقام جوازات السفر أو الهوية أن تكون بمثابة معرفات. بالنسبة للشركات، هناك نطاق أضيق من المعرفات نظراً لغياب الخصائص المادية.
لكن أرقام تسجيل الشركات، أو الحسابات المصرفية، أو عضويات القطاع/الصناعة، غالباً بالتزامن مع بعضها البعض أو من خلال قناة محددة، يمكن أن تخدم غرضاً مماثلاً. كما هو الحال بالنسبة للبشر، فإن أساس الهوية الرقمية للشركات هو المصادقة والثقة.
الهدف من الهوية الرقمية للشركات هو تمكين العملاء من العمل في عالم رقمي متزايد وإيجاد طريقة بسيطة لإثبات الهوية وجعل التحقق واضحاً للآخرين، تماماً كما تفعل العلامة التجارية على تويتر أو إنستغرام.
الابتكار في مجال الأعمال
يثق المستخدمون بأنهم يتعاملون مع شخص حقيقي. إن الانتقال من الهوية المادية إلى الهوية الرقمية لن يكون ناجحا إلا إذا جعل الحياة أسهل وأكثر أمنا.
هذا، إلى جانب حقيقة أن جائحة كوفيد-19 أحدثت اضطرابات دفعت الشركات إلى تحويل أساليب عملها من خلال تقنيات جديدة.
وقد جلب هذا التحول النموذجي معه اهتماماً جديداً للمؤسسات: حماية هويتها الرقمية ومعلومات العملاء والموظفين.
زاد الحضور الإلكتروني للشركات بشكل كبير خلال الأزمة التي سببها الفيروس، حيث يمثل نمواً يصل إلى 800% لمواقع الويب التجارية في دول مثل كولومبيا والمكسيك، و360% في البرازيل وتشيلي، وفقاً لتقرير صادر عن اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
لهذا السبب، اضطرت الشركات إلى تعزيز أمن منصاتها لتصبح أقل عرضة للهجمات الإلكترونية المحتملة.
حالياً، تُعدّ الهوية الرقمية للشركة صورةً مميزةً للعلامة التجارية، تُشكّلها المحتوى الذي يُنشر على منصات التواصل الاجتماعي والمدونات والمواقع الإلكترونية وغيرها من المنصات. لذلك، من المهم الحفاظ عليها لأنها تُحافظ على سمعة الشركة، وهو أمرٌ بالغ الأهمية عند البحث عن عملاء جدد وشراكات وعلاقات عمل.
اتجاهات الأمن السيبراني
كلما زادت المعلومات المتوفرة على الويب، زادت احتمالية قيام مجرمو الإنترنت بمحاولة تنفيذ مخططات مثل برامج الفدية، وهو نوع من البرامج الضارة التي تمنع المستخدمين من الوصول إلى بياناتهم وتطلب الدفع مقابل إطلاقها، أو انتحال الشخصية.
ما هي المخاطر الرئيسية لسرقة الهوية؟
تشكل سرقة الهوية مخاطر كبيرة على الشركات، حيث يمكن أن يكون لها عواقب سلبية على كل من المنظمة وموظفيها. ومن بين المخاوف الرئيسية تعرض بيانات الأعمال السرية للخطر، وهو ما قد يؤدي إلى خسائر مالية، وضرر للسمعة، وعواقب قانونية.
في أيدي مجرمي الإنترنت، يمكن استخدام الهويات المسروقة لارتكاب أنشطة احتيالية، مثل المعاملات المالية غير المصرح بها أو الوصول إلى معلومات تجارية سرية. وهذا لا يعرض الاستقرار المالي للشركة للخطر فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تآكل ثقة العملاء والشركاء وأصحاب المصلحة.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي سرقة الهوية داخل الشركة إلى حدوث اضطرابات تشغيلية وزيادة التعرض للهجمات الإلكترونية. بمجرد أن يتمكن المهاجم من الوصول غير المصرح به إلى بيانات اعتماد الموظف، فإنه يمكنه استغلال هذه المعلومات لاختراق شبكة الشركة، وتعريض الأنظمة الحيوية للخطر، وربما إطلاق هجمات إلكترونية أكثر شمولاً.
وقد تتضمن عواقب هذه الحوادث إصلاحات مكلفة للنظام، وتوقفاً عن العمل، والحاجة إلى تدابير شاملة للأمن السيبراني لمنع الخروقات المستقبلية. يمكن أن يؤثر التأثير المتتالي لسرقة الهوية أيضاً على معنويات الموظفين، حيث قد يشعر العمال بالقلق بشأن أمن معلوماتهم الشخصية والمهنية داخل المنظمة.
علاوة على ذلك، فإن سرقة الهوية في الأعمال التجارية تثير قضايا تتعلق بالامتثال والتنظيم. تطبق العديد من الصناعات قواعد صارمة لحماية البيانات، ويمكن أن يؤدي الاختراق إلى عقوبات شديدة وإجراءات قانونية وإلحاق الضرر بمكانة الشركة ضمن إطارها التنظيمي.
يصبح ضمان الامتثال لقوانين حماية البيانات أمراً بالغ الأهمية، وقد تحتاج الشركات إلى الاستثمار في تدابير أمنية معززة وبرامج تدريب الموظفين وعمليات التدقيق الدورية للكشف عن مخاطر سرقة الهوية والتخفيف منها. إن اليقظة لحماية الهويات داخل المؤسسة أمر ضروري للحفاظ على الثقة والمرونة والامتثال القانوني في مشهد تهديدات الأمن السيبراني الديناميكي.
