العلمين الجديدة – جمهورية مصر العربية
انطلقت في مدينة العلمين الجديدة، خلال الفترة من 27 إلى 28 أغسطس 2025، فعاليات المنتدى العربي السنوي الأول للذكاء الاصطناعي، الذي يُعقد تحت رعاية وحضور معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وتنظمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ويأتي تنظيم المنتدى بهدف ترجمة رؤية الذكاء الاصطناعي العربية التي أقرتها القمة العربية إلى واقع عملي، وبناء إطار عربي مشترك يضمن احترام القيم والثقافة والأخلاقيات العربية، وسبل توطيد التعاون مع رواد الذكاء الاصطناعي عالمياً، وتمكين الأفراد من خلال التعليم وبناء المهارات، بما في ذلك إدماج الذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات وبرامج التدريب. ويولي المنتدى اهتماماً بتطوير بنية تحتية رقمية قوية ونماذج لغوية عربية قائمة على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى دفع النمو الاقتصادي عبر دعم الشركات الناشئة والخدمات الذكية وخلق فرص عمل جديدة، مع التركيز على حماية السيادة الرقمية والأمن السيبراني وضمان الاستخدام الآمن للتقنيات الحديثة.
وشارك الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي بوفد رفيع المستوى ضم معالي المهندس عاطف حلمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق ورئيس الجمعية العمومية للاتحاد، ومعالي المهندس هاني محمود، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق وعضو مجلس إدارة الاتحاد، إلى جانب السيد د. محمد فهمي، رئيس لجنة الذكاء الاصطناعي في الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي.
وكانت مشاركة الوفد في نقاشات الجلسة الثانية من المنتدى التي جاءت بعنوان: “دور القطاع الخاص العربي ورجال الأعمال العرب في تفعيل وتنفيذ المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي”، والتي ناقشت الدور المحوري للقطاع الخاص في دعم وتنفيذ المشاريع والمبادرات.
وفي كلمته، أكد معالي المهندس عاطف حلمي على أهمية مشاركة القطاع الخاص في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى ضرورة توجيه الاستثمارات نحو مشاريع داعمة للريادة التكنولوجية وتتماشى مع أجندة التنمية المستدامة في الدول العربية. كما دعا إلى بناء الشراكات الاستراتيجية بين الحكومات والقطاع الخاص من خلال تأسيس حاضنات أعمال ومراكز ابتكار، وتوفير التمويل اللازم للشركات الناشئة في هذا المجال الحيوي.
من جانبه، أوضح معالي المهندس هاني محمود أن البنية التحتية الرقمية القوية تشكّل الأساس لتفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن مساهمة الشركات الكبرى في تطوير هذه البنية تعد عاملاً رئيسياً في تسريع التحول الرقمي. ونوه إلى ضرورة الاستثمار في العنصر البشري عبر التدريب المتخصص وبناء القدرات، باعتبار أن تطوير الكفاءات لا يقل أهمية عن الاستثمار في التكنولوجيا.
وأشار السيد د. محمد فهمي، إلى أن الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يعمل على إعداد مبادرات ومشاريع بحثية مشتركة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والطاقة، مؤكداً أن بناء منظومة ابتكار عربية يتطلب تكامل الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية.
وناقشت الجلسة أيضاً سبل تحفيز القطاع الخاص لتوجيه استثماراته نحو مشاريع الذكاء الاصطناعي الداعمة للتنمية المستدامة، إلى جانب فرص الاستثمار المشترك في البنية التحتية الرقمية والتعليم والتدريب. كما خلصت النقاشات إلى توصيات عملية سيتم رفعها إلى جامعة الدول العربية لضمان استمرارية المبادرات وتعظيم أثرها على المستويين الإقليمي والعربي.