وفد الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يزور مجمع تشنغماي للبرمجيات – هاينان لإقامة شراكات رقمية استراتيجية

مدة القراءة 5 دقائق

هاينان – الصين

قام وفد رسمي من الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي بزيارة ميدانية إلى مجمع تشنغماي للبرمجيات الرقمية (Chengmai Ecological Software Park) في هاينان في جمهورية الصين الشعبية، برئاسة سعادة د. علي محمد الخوري، مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية الربية، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، إلى جانب عدد من قيادات الاتحاد. وجاءت الزيارة في سياق جولة وفد الاتحاد الآسيوية الرامية لتعميق التعاون العربي-الصيني في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.

 الاطلاع على البنية والتوجهات

خلال الزيارة، اطلع الوفد على مخططات المجمع وتطوّر بنيته التحتية، وزار مرافق الأعمال والمباني البرمجية والمساحات المصمَّمة كنماذج لبيئة عمل متكاملة، ضمن ما يُعرف بأسلوب “المدينة المصغّرة” التي تجمع العمل، والسكن، والتعليم، والخدمات في بيئة تقنية خضراء.

كما استمع الوفد إلى عروض تقديمية حول قطاعات أولية في المجمع تشمل البرمجة، والخدمات الرقمية، والبلوكتشين، والثقافة الرقمية، والتطبيقات الذكية، إضافة إلى السياسات التفضيلية التي تم تطبيقها ضمن منطقة هاينان للتجارة الحرة.

اجتماع مع قيادة المجمع

وعقد الوفد اجتماعًا رسميًا مع رئيس وإدارة المجمع، جرى خلاله بحث الرؤى المشتركة لتوسيع مجالات التعاون وتبادل الخبرات في قطاع البرمجيات، إلى جانب مناقشة سبل تمكين الشركات العربية من دخول بيئة تشنغماي والاستفادة من خدمات الدعم والتوجيه المتخصص التي يوفرها المجمع.

آفاق التعاون والمبادرات المقبلة

وأعرب سعادة د. علي محمد الخوري، مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، عن تقديره لجهود إدارة المجمع في بناء بيئة تقنية متقدمة وشاملة، مشيرًا إلى أن الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو فتح قنوات مباشرة للشراكة بين الجانبين.

وأوضح أن هذه الشراكة تشمل إدخال الشركات العربية إلى بيئة تشنغماي للعمل والابتكار ضمن منظومة متكاملة، إلى جانب تبادل المشاريع والبحوث المشتركة في مجالات التقنيات الناشئة، والاستفادة من التجارب التنظيمية والتنموية التي يوفرها المجمع كمنصة عملية للتوسع الرقمي العربي.

من جانبها، عبّرت قيادة المجمع عن ترحيبها بالتعاون مع الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، مؤكدة أن المجمع منفتح على المستثمرين الأجانب ضمن الأطر القانونية والتنظيمية المعتمدة، ولا سيما في مجالات البرمجيات والخدمات الرقمية، التي تشكل ركيزة أساسية لنمو الاقتصاد الرقمي في هاينان والصين بشكل عام.

وتُمثل هذه الزيارة إلى مجمع تشنغماي للبرمجيات الرقمية – هاينان امتدادًا استراتيجيًا لرؤية الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في بناء روابط فاعلة مع الصين، وفتح آفاق واسعة للشراكة المشتركة. ومع ما يتمتع به المجمع من إمكانات عالية في البنية التحتية، وحجم كبير من الشركات، وبيئة تنظيمية متقدمة في إطار ميناء هاينان للتجارة الحرة، تتوافر فرص واعدة أمام الاتحاد لإطلاق مشاريع نموذجية عربية–صينية قادرة على إحداث أثر ملموس في مسيرة الاقتصاد الرقمي العربي.

معلومات عن المجمع

يُعد مجمع تشنغماي للبرمجيات في هاينان واحدًا من أهم المراكز الرقمية في الصين، حيث يستضيف أكثر من 9,200  شركة تعمل في مجالات البرمجيات والخدمات الرقمية المتنوعة. وتشير التقارير إلى أن ما يقارب 95  في المئة من أكبر 100 شركة تكنولوجية صينية لديها حضور أو عمليات مباشرة داخل المجمع، ما يجعله بيئة محورية لنمو الاقتصاد الرقمي في البلاد.

وشهد المجمع منذ تأسيسه تطورًا لافتًا؛ فبعد أن كان قائمًا على أراضٍ زراعية غير مستغلة، تحوّل في أقل من عقد واحد إلى مجمع صناعي ذكي متكامل، يوفر بنية تحتية حديثة وخدمات إدارية متطورة وفق مبدأ “النافذة الواحدة”، تتيح للشركات إنجاز إجراءات التسجيل الضريبي والاجتماعي خلال ساعات قليلة.

وعلى صعيد الأداء الاقتصادي، حقق المجمع في سنوات تشغيله الأولى إيرادات سنوية تجاوزت 50  مليار يوان، فيما بلغت مساهمته الضريبية أكثر من 5  مليارات يوان، وهو ما يعكس دوره المتنامي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مقاطعة هاينان.

ويقع المجمع في بلدة لاو تشينغ التابعة لمقاطعة تشنغماي، ضمن نطاق منطقة العرض الصناعي والتجريبي المتقدمة لميناء هاينان للتجارة الحرة، ما يمنحه موقعًا استراتيجيًا وامتيازات تنظيمية خاصة. ويتبع المجمع في إدارته لشركة مجموعة مجمع البرمجيات الإيكولوجية في هاينان، ويستفيد من سياسات مرنة تشمل التسهيلات الضريبية وتبسيط الإجراءات الإدارية، ضمن الإصلاحات المطبقة في إطار ميناء هاينان للتجارة الحرة، بما يجعله منصة مثالية للمشروعات التقنية والشركات الناشئة.