تونس
اختتمت في العاصمة التونسية فعاليات القمة رفيعة المستوى “الذكاء الاصطناعي نحو المستقبل: من مجتمع المعلومات إلى مجتمع الذكاء” التي نظمتها المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات بالشراكة مع وزارة تكنولوجيات الاتصال التونسية، بمشاركة عربية واسعة وحضور دبلوماسي وتقني رفيع.
وشهدت القمة حضور معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى جانب مشاركة فاعلة من الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في إطار الجهود المشتركة لدعم تنفيذ المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي التي أقرتها القمة العربية الأخيرة في بغداد.
أبو الغيط: العالم يواجه لحظة حاسمة تُشبه سباقات التسلح
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمة افتتاحية شاملة أن العالم يقف أمام مرحلة فارقة تقودها التقنيات الذكية، مشيراً إلى أن التنافس المتصاعد بين القوى الدولية نحو تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي بات يشبه “سباق تسلح” جديد يسعى فيه كل طرف لتحقيق التفوق التقني وبسط النفوذ.
وأعرب أبو الغيط عن مخاوفه من تداعيات اقتصادية محتملة نتيجة ضخ استثمارات ضخمة وغير مدروسة في هذا القطاع، محذراً من تشكّل “فقاعة” اقتصادية قد تترك آثاراً خطيرة على الأسواق العالمية في حال غياب الأطر التنظيمية الرشيدة. كما شدد على ضرورة التصدي للتحديات الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ولاسيما مخاطر تطوير أنظمة غير خاضعة للضوابط، بما قد يشكل تهديداً لأمن المجتمعات وسيادة الدول.
الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يبرز الحقائق الجوهرية في المشهد الرقمي العربي
وجاءت مشاركة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي لتؤكد دوره المحوري في صياغة الرؤى الاقتصادية الرقمية في المنطقة، حيث شارك في فعاليات القمة برؤى عملية تدعم الانتقال العربي من مرحلة مجتمع المعلومات إلى مجتمع الذكاء، استناداً إلى مبادئ الحوكمة الرقمية والتنمية المستدامة.
وشكلت القمة منصة لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتنسيق الجهود العربية لمواكبة التطورات المتسارعة عالمياً، بما يضمن تنافسية الاقتصادات العربية وقدرتها على الاستفادة من التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
وتُعد القمة واحدة من أبرز المحطات العربية في مسار تطوير سياسات الذكاء الاصطناعي، حيث ركزت على وضع أسس عملية لرؤية عربية مشتركة تستجيب للتحولات التكنولوجية وتضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الحديثة.

