الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يبحث مع “محاصيل مصر” آفاق تطوير الزراعة الرقمية ودعم الأمن الغذائي

مدة القراءة 3 دقائق

أبوظبي

استضاف الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي اجتماعًا تنسيقيًا مع شركة محاصيل مصر، بحضور سعادة الدكتور علي محمد الخوري، رئيس الاتحاد، والدكتور محمد عبد الرحمن، رئيس مجلس إدارة الشركة، والدكتور أيمن مختار غنيم، الأمين العام المساعد للاتحاد. وقد خُصص الاجتماع لمناقشة التقدم المحرز في منصة “محاصيل” والإنجازات التي حققتها في تطوير قطاع الزراعة الرقمية في مصر وربط المزارعين بالأسواق المحلية والدولية بآليات أكثر دقة وموثوقية.

وقد استعرض الجانبان الأثر المتنامي للمنصة، إذ تغطي اليوم أكثر من 120  ألف مزرعة على مساحة 1.25  مليون فدان، أي ما يمثل نحو 8%  من إجمالي المزارع في مصر، كما أصبحت بوابة تمر عبرها جميع الصادرات الزراعية المصرية من أربعة عشر محصولًا رئيسيًا. هذه النجاحات أعلت من مكانة “محاصيل” كأداة استراتيجية لرقمنة القطاع الزراعي ورفع كفاءة سلسلة القيمة الزراعية.

ورغم هذه النتائج، أشار الحضور إلى أن فرص التوسع لا تزال كبيرة، في ظل وجود أكثر من 17  مليون أرض زراعية في مصر. وتمت مناقشة أحدث ما أطلقته الشركة من تقنيات مبتكرة، ومنها تطوير أول نظام ذكاء اصطناعي توليدي في القطاع الزراعي العربي، بالإضافة إلى الهوية الرقمية للمزارع التي تسجل بيانات دقيقة عن المحاصيل والتربة ومصادر المياه والموقع الجغرافي، بما يفتح آفاقًا واسعة أمام التحول نحو الزراعة الذكية.

كما ناقش الاجتماع البعد البيئي لمنصة “محاصيل”، حيث ستُسهم الهوية الرقمية الزراعية في البرنامج الطوعي لتجارة الكربون الذي تشرف عليه هيئة الرقابة المالية في مصر، إذ يثبت كل فدان قدرته على امتصاص نحو طن واحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الموسم، مع إمكانية احتساب موسمين في العام، الأمر الذي يمنح المزارعين شهادات أرصدة كربونية (Carbon Credits) كمصدر دخل جديد داعم للاستدامة البيئية.

وفي هذا السياق، أكد سعادة الدكتور علي محمد الخوري أن المنصة تمثل نموذجًا ناجحًا للمبادرات التي أطلقها الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في إطار الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي، مشددًا على أن الاتحاد قدّم منذ البداية كامل دعمه لمشروع “محاصيل” بهدف تحويله إلى منصة إقليمية رائدة في مجال الأمن الغذائي. وأضاف أن هذه التجربة تُظهر كيف يمكن للتقنيات الرقمية أن تصبح رافعة استراتيجية للاقتصاد، خصوصًا في القطاعات الحيوية مثل الزراعة التي تمثل نحو 20%  من الاقتصاد المصري وتستوعب حوالي 30%  من حجم التوظيف.

واختُتم الاجتماع بالتأكيد على خطط الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي للتوسع في الأسواق العربية، واستكشاف الشراكات مع دول الاتحاد الأوراسي والدول الأخرى، بما يسهم في بناء منظومات متكاملة لسلاسل الإمداد الغذائي، ويُدعّم من مكانة المنطقة العربية في الاقتصاد الزراعي العالمي.