القاهرة
شارك الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في حوار استراتيجي رفيع المستوى عُقد في القاهرة لبحث تأثير التحولات في التجارة العالمية على الأسواق الناشئة، وذلك ضمن فعاليات “برنامج الجولة الدراسية المكثفة الدولية (IISTP)” الذي تنظمه جامعة إسلسكا بالشراكة مع مؤسسة (Milpark Education) من جنوب أفريقيا.
ومثّل الاتحاد في الحوار الدكتور إبراهيم مصطفى، رئيس لجنة الاستثمار، الذي قدم رؤية تحليلية حول تداعيات السياسات التجارية الحمائية التي تشهدها الأسواق العالمية، بما في ذلك التعريفات الجمركية التي أعلنتها بعض الاقتصادات الكبرى، وانعكاساتها على حركة الاستثمار وسلاسل الإمداد الدولية.
تحولات التجارة.. وتأثير مباشر على أفريقيا ومصر
وأوضح الدكتور مصطفى أن استمرار التوجهات الحمائية يضاعف الضغوط على الاقتصادات الصاعدة، مشيرًا إلى أن جنوب أفريقيا قد تواجه تراجعًا في نفاذ صادراتها إلى الأسواق التقليدية، ما يستدعي تعزيز التعاون الإقليمي وتنويع الشراكات التجارية.
أما بالنسبة لمصر، فأكد أن موقعها الجغرافي يوفر فرصًا لتعزيز دورها كمركز تجاري ولوجستي، غير أن الحفاظ على تنافسيتها يتطلب استثمارات أكبر في البنية التحتية الرقمية والخدمات الذكية ذات الصلة بالتجارة.
الرقمنة.. مسار آمن لمواجهة التحديات العالمية
وبيّن رئيس لجنة الاستثمار أن تنامي التوترات التجارية يعيد رسم خريطة الاستثمارات الدولية، ويجعل من المنطقة العربية والأفريقية وجهة أكثر جاذبية في ظل سعي الشركات العالمية للبحث عن أسواق مستقرة وبيئات تنظيمية واضحة.
وأشار إلى أن الاستثمار في الاقتصاد الرقمي يُعد خيارًا استراتيجيًا للدول العربية والأفريقية لتعزيز مرونتها في مواجهة الصدمات الخارجية، من خلال تطوير منصات رقمية حكومية أكثر شفافية، والتوسع في المدفوعات الإلكترونية، ودعم التجارة الإلكترونية العابرة للحدود.
دور الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي
وأكد الدكتور مصطفى أن الاتحاد يعمل على تعزيز التكامل الاقتصادي الرقمي في المنطقة عبر دعم مبادرات تسهم في بناء بنية تحتية تقنية قادرة على استيعاب النمو المتسارع في الاقتصاد الرقمي، لافتًا إلى أهمية الربط بين التحليلات الاقتصادية والتوجهات الاستثمارية الجديدة لضمان جاهزية الدول العربية للمتغيرات العالمية.
وجاءت مشاركة الاتحاد في الحوار بهدف تسليط الضوء على الفرص المتاحة للدول العربية والأفريقية في ظل التحولات التجارية الدولية، وإبراز دور الاقتصاد الرقمي كرافعة تنموية قادرة على تعزيز التنافسية وفتح أسواق جديدة.

